الجمعة، 24 أغسطس 2012

جريدة الجمهورية / المدون منير سعدي : مساحة الثقافة هي الأكبر في المدوّنات الجزائرية



يُرجع منير سعدي سبب لجوئه للتدوين الإلكتروني الذي بدأه مع نهاية 2005، إلى البحث عن فضاء خاص به يطرح فيه أفكاره حول ما يدور في المجتمع من "سلوكيات وعادات وتقاليد كانت ومازالت تشكّل عقبة في طريق تقدّمنا الإنساني والحضاري"، مضيفا: "من أهم ما دفعني إلى عالم التدوين هو محاولة إيصال الحقيقة التي نبحث عنها، لأن أصل أزمتنا يتمثّل في عدم فهم ما يدور حولنا وجهلنا حجم وطبيعة مشكلاتنا".

وبعد مرور أزيد من خمس سنوات على انطلاق تجربته التدوينيّة، يقول سعدي إن هذه الوسيلة أتاحت له الفرصة لتحقيق بعض أهدافه، خاصّة إيصال صوته بحرية ودون قيود ورقابة، إلا الضمير والأخلاق، كما أنها أضافت له، حسب قوله، ما لم تضفه له تجارب أخرى، أهمّها الالتقاء بمثقّفين ومدوّنين آخرين.

بداية منير سعدي كانت في مجال الأدب، لكن تأثّره بتجارب أخرى جعلته، كما يقول، يتّجه إلى الكتابة في مجالات عدة كالمقالات الاجتماعية والسياسية، بعد اقتناعه بأن كل المجالات تستحق الكتابة عنها، لأن ذلك يساهم في مشروع التغيير الحقيقي على كل الأصعدة، على حدّ تعبيره. رغم ذلك، يبقى الجانب الأدبي والثقافي طاغيا على المساحة الأوسع من مدوّنته، وهو ما يبرّره بكون الأدب يمثّل "الباب التي أقدر على تمرير رسالتي من خلالها"، وبكون الثقافة "أساس كل حركة تغيير إنسانية". ويضيف أن الثقافة تشكّل المساحة الأكبر انتشاراً على المدونات الجزائرية، "رغم نقص جودتها".

ولا يستبعد منير سعدي فكرة تحويل مدوّنته الإلكترونية إلى كتاب ورقي يضمّ خلاصة كتاباته؛ حيث يقول: " أفكّر في ذلك، لأنني أعتبر كل كتبته وأكتبه رصيداً مهما بالنسبة لي، ويبقى تجربة جيدة مازلت أستفيد منها وقد تُفيد غيري، لكن فرص الطبع في الجزائر قليلة جدا وهذا سبب عدم اقتحام المدوّنين لتجربة النشر الورقي".


وعن رأيه في واقع التدوين في الجزائر؛ يقول سعدي إنه " ورغم بروز عدد من المدوّنين الذين حقّقوا شعبية لدى قرائهم، إلا أن التجربة لم تزل في مرحلتها الأولى بسبب العديد من النقائص، فالمدونات الجزائرية التي يحرص أصحابها على تحديثها والاهتمام بها لا تتجاوز الألفين، من أصل تسعة آلاف مدوّنة. هذا يعني أن التدوين في الجزائر تنقصه الجدية والغاية المشتركة والاهتمام بمشاكل الواقع والعمل على تغييره بنقد موضوعي والمساهمة في طرح حلول ومشاريع لتغييره إلى الأفضل". لكن المتحدّث يضفي بياضا على اللوحة السوداء التي رسمها عن واقع التدوين، حيث يضيف: "يبقى تطور التدوين في الجزائر ولو يبطئ دليلا على رغبة الشباب الجزائري في التعبير عن مواقفهم والمشاركة بحرية بعيداً عن المؤسسات التقليدية، وإقبالهم المتزايد على التدوين يُبشّر بمستقبل زاهر لهذا العالم كما يحدث دول أخرى ".
وإن كان سعدي يعترف بوجود هامش من الحريّة في الجزائر مقارنة بالكثير من الدول العربيّة، فإنه يرى أن المدوّنين الجزائريين لم يحسنوا استغلاله، مضيفا أنهم " لم يصلوا بعد إلى فرض وجودهم في المجتمع والاعتراف بهم كطرف قادر فعلا على أن يشكل حركة تغيير، وعدم مضايقة أصحاب هذا الفضاء دليل على أنهم لم يستغلوا حتى نصف الحرية التي يملكونها".
أمّا عن المدوّنين الذين يتابع كتاباتهم على الشبكة العنكبوتية، فيذكر المتحدّث كلا من عمار بن طوبال، حمود عصام، قادة زاوي، أمينة عمروش، الطاهر زنودة، خالد بشار وإسماعيل قاسمي.  


 


                                 


   عماد كرامي / جريدة الجمهورية أفريل 2012


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حوار مع الكاتب والمترجم ومُؤسِّس "مجتمع رديف" الأستاذ يونس بن عمارة على جريدة الحوار ~ْ

الكاتب والمترجم ومُؤسِّس "مجتمع رديف" الأستاذ يونس بن عمارة للحـوار: غاية مشروع "مجتمع رديف" الأساسيّة إضفاء قيمة اقت...