الأربعاء، 28 مارس 2012

المدون و الشاعر منير سعدي صاحب مدونة “ صمت الثورة “ لجريدة الشاهد : الأحزاب الجديدة موسمية والقديمة تخلت عن تحالفها لأجل الانتخابات

 


المدون والشاعر منير سعدي صاحب مدونة “صمت الثورة “: الأحزاب الجديدة موسمية والقديمة تخلت عن تحالفها لأجل الانتخابات


 


حوار : أمينة عمروش




-  “ الشاهد “ : كيف ترون الحياة السياسية في الجزائر؟



-  منير سعدي : الحياة السياسية لها مظاهر وجوانب عديدة. فإذا تحدثنا عن السياسة  في الجزائر من جانب الحريات والديمقراطية والتعددية -مثلا- فالدستور له ضمانات كالقوانين،  لكن إذا نظرنا إلى الواقع، فالصورة تكاد تكون مخالفة تماما. فمثلا نجد الأحزاب التي تكتسح الساحة السياسية اليوم خاصة الجديدة منها،  موسمية لا نتعرف عليها ولا تمارس نشاطها إلا باقتراب موعد الانتخابات. فهناك خلل في تواصلها أصلا مع الشعب،  ثم إذا تحدثنا عن الأحزاب القديمة نعرف كيف تحالفت مع بعضها لأجل برنامج الرئيس وتخلت عن التحالف لأجل الانتخابات ولتقترب من الشعب والانتخابات القادمة للحصول على أصوات! هنا المشكلة هذه الظاهرة لا تكرس إلا المزيد من فقد ثقة الشعب بها!


- هل هناك حزب سياسي يفي بطموحاتكم وأهدافكم كشباب أوّلا وكمثقفين ثانيـاً ؟


-أولا كشباب ليس لدينا فكرة شاملة أصلاً عن برامج الأحزاب خاصة الجديدة منها بسبب قلة التواصل مع الشعب ثمّ إن الأحزاب لا تُعرّف ببرامجها فقط بقدر ما تُعرف بنضالها ومواقفها وتجربتها في الممارسة ميدانيا، أما الأحزاب الجديدة فمن غير المعقول الحكم على جودتها ونيتها أو نقول أنها تستحق التصويت عليها بعد فترة قصيرة في ظهورها أصلاً لأن ظهورها مرتبط باقتراب الانتخابات فقط وهنا المشكلة !
إذا كنت في نظري أعتقد أنه لا يوجد حزب يحمل مشروعا كالذي أتمناه، إلا أنني سأحاول أن أختار الأقل سوءًا لكي لا يكون هناك سوء أكبر، وتتجاوز الجزائر العاصفة التي تتربص بها مثل بقية الدول ! ثم أعتقد أن الجزائر كسبت بعض المصداقية بموقفها إزاء ما حدث .



-  نفهم من كلامكم أنكم ستشاركون في الانتخابات المقبلة؟



-  نعم سأشارك، وإذا قاطع الشعب الانتخابات المقبلة ما هو البديل ؟! ثم أعتقد أن مقاطعة الانتخابات في الجزائر تعني أن نسبة الاضطراب ستتزايد وتتسع الهوة أكثر ونحن لسنا في حاجة إلى المزيد من التوتر في ظل الأحداث التي تشهدها بعض الدول العربية. يجب أن يكون انتخاب الشعب في الانتخابات القادمة لأجل استقرار الجزائر وتجاوز المرحلة الراهنة أكثر منها لأجل أي حزب أو برنامج ما !


http://echahedonline.com/ar/permalink/3602.html



 



 


 



 



الأربعاء، 14 مارس 2012

الإعلام حين يجعلنا في مهب الريح ... !


الإعلام حين يجعلنا في مهب الريح ... !


 


يعتقد كل متتبع للأحداث عبر وسائل الإعلام بكونه محيطا ومطّلعا على ما يجري في بقاع الأرض، مع تباين في زاوية النظر، وطريقة طرح القضايا بين وسيلة وأخرى، موقنا أن ذلك واجب عليه كمهتم بأمر إخوان له، الضحية من كل ذلك هو المشاهد البريء حين يستهلك دون تحليل، ويبتلع دون هضم.


حقيقة يبقى الإنسان حائرا تائها، لا يدري أينساق وراء ما تصوّره له القنوات الفضائية، من تسارع للأحداث وكثافة للمعلومات حتى لا تدع له مجالا للتفكير والتحليل، ولتصنع منه بوقا آخر من أبواقها سواء كانت تؤدي عملها بصدق أو بخبث وتلفيق، أم يتجاهل كل تلك الضوضاء، ويبتعد عن الإثارة التي صارت ملازمة للعمل الإعلامي على حساب نبل الرسالة وجديتها، وهنا يكون في مأزق آخر يجعل من ضميره يوخزه ويشعره بتنكره وتقصيره في نصرة إخوان له هم أحوج ما يكونون إليه في أزمتهم ومحنتهم.


بين هذا وذاك، نجد آلة الدمار تأتي على الأخضر واليابس غير آبهة بشيء، تسير وتجرّ معها آلتها الإعلامية موازاة مع العسكرية لعلمها بضرورة ذلك، والحرب الإعلامية دائما ما سبقت السلاح، وإنا لنشهد عدة تطبيقات ميدانية لها اليوم فيما يجري من حولنا، فكل آلة إعلامية لها خطّها التحريري، تغطيتها للأحداث لا يكون إلا بما يوافق أهواءها وخططها، وهذا أمر علينا الحذر منه، كي لا ننجر ولا ونكون مجرد أداة لرجع الصدى لما يحاك هنا وهناك.


لا أقول هذا لأفند كل ما يقع حولنا، إنما دورنا استيعاب الموقف مجردا، وتجاوز كل ما يشوبه من تحيزات لا توافق ثقافتنا وفكرنا، كالنظر في المصطلحات حين نتداولها، وعدم التهليل لطرف دون آخر قبل التحري والتحليل، فليس كل ما يصوره لنا الإعلام بثوب المظلوم هو كذلك، وليس كل ما يحارَب من الآلة الإعلامية هو حقا شرير، لحد الآن لم أذكر أمثلة من واقع الحال، ولكل منا عقل يسخرّه ليتصرف ويتوجه الوجهة الصائبة، دون تعنت ولا اعتداد بالرأي، بل لا يعْدو أن يكون الأمر مجرد اجتهاد بعد جمع عدة قرائن وتركيب مجموعة مؤشرات ومحطات.


مما أسقط الكثير من الآلات الإعلامية في مطبات ومهاو، اختزالها للظواهر وتفكيكها للأحداث لتقدمها لنا بشكل غير مطابق ولا منسجم مع واقعها الحقيقي، مغفلة الظروف والتاريخ ولعل القضية الفلسطينية خير مثال عندما يتم تناولها من الإعلام الغربي -وبعض العربي للأسف- فتصور لنا الشاب الفلسطيني كإرهابي يفجر نفسه بين مجموعة من الناس الأبرياء، دون التطرق لتاريخ الصراع، وحقه المهضوم، وحتى ظروف عيشه الانتقامية من عدو ظالم مغتصب لأرضه وقاتل لأسرته على مرأى من عينيه، صار بفضل التكرار بريئا طالبا للسلام!.


نفس الأمر وقع حين قتل القذافي وطريقة نهايته المأساوية البشعة، -دون أن أبرر ذلك- إذ صرنا ضحية إعلام رسم المجرم في ثوب الضحية، ووفّق في تجاوز ماضي الرجل الأسود إلى بضع لحظات ظهر فيها متوسلا خاضعا طيبا، مع الاستعانة أيضا بعدو الأمس القريب ليكون البطل المخلّص من براثن الظلم… وغيرها من الأمثلة الكثيرة في هذا السياق.


حاليا سوريا تستغيث وتتقطع أشلاؤها على مرأى من الجميع، وشعبها يلاقي الظلم في أقسى صوره من طغاة منهم من صنع نفسه ومنهم من صنعه عدو أكثر قساوة وقهرا، فلا النظام يصلح لحياة كريمة، ولا المعارضة أيضا، كلاهما جزء من معادلة طرفها الأهم هو حب السلطة بعيدا عن مصلحة الإنسان السوري الطيب، ليكون الضحية الأولى من أزمة تريدها قوى معادية لتكون طويلة لا تنتهي إلا بصراع أكثر دموية بين الأشقاء، مخلفا تركة من الحقد والظغينة لا تزول إلا بتدخله بشتى المسميات، حماية المدنيين أو انتداب أو استعانة مؤقتة… إلخ، فالشرخ يتسع على الراقع يوما بعد آخر، والإعلام السلبي يطبل ويضلل، ويتخذ وسائل أشبه ما تكون بلعب أطفال في سبيل نيل بعض الأهداف الزائفة الزائلة.


العراق بجنبها تئن تحت وطأة الظلم والاستعمار حينما فتح له الباب على مصراعيه إخوة -أشقياء- وطلبوا منه المكوث هناك بعدما منحوا له كل مقاليد خزائن الذهب الأسود، وقد وعدوه بتوفير الغطاء اللازم والسكوت إعلاميا دون إزعاجه، كالممرضة التي تلح على مريضها بالضغط فقط على الزر إن هو احتاج شيئا، فالقتلى والمغتصبات والتنكيل والتمثيل موجود هناك أيضا، لكن للقوى المهيمنة الآن رأي آخر ولذوي الإعلام المسيطر اهتمامات أخرى.


بوبال في الهند، لم تنل حقها من الإعلام لعدم وجود محفّزات لذلك، والناس عنها غافلون، مثلها تماما العشرات من المناطق في العالم يبيت أهلها ولا يدرون أسيستقبلون يوما جديدا؟ لا ذنب لهم سوى أن لهم اعتقادهم ودينهم الذي ارتضوه واختاروه بتلقاء أنفسهم، لكن ذنبهم الوحيد من التجاهل الإعلامي هو عدم وجود نفط أو غاز أو ثروة تحت أرضهم!


ناغورنو كاراباخ (Nagorno Karabakh) أيضا هي فصل من فصول الغفلة، أجزم أن القلة القليلة من سمع بها، هي قضية من واجب كل منا الاطلاع عليها، إخوان لنا في الدين يُقتّلون ويُذبّحون، ونساء في الأسر تُبقر بطونهن عنوة من جنود ملوا روتين الحياة وراحوا يلهون ويقامرون بما يحمل البطن إن كان ذكرا فازوا وإن كانت أنثى خسروا!، أين الرحمة وأين الإنسانية؟ أنصح كل غيور بالتوسع في الموضوع أكثر، علما أن مختصر القضية هو إقليم تعيش فيه أغلبية مسلمة تعرضوا للإبادة والتصفية (حوالي 25 مليون مسلم) وسط صمت إعلامي رهيب، مع تشويه وتحوير للقضية من القلة النادرة التي تناولت القضية في اختزالها إلى قضية سياسية محصورة في حدود متنازع عليها بين أرمينيا وأذربيجان.


أوضاع المسلمين في الصين، والشيشان والبوسنة والهرسك، وبعض دول إفريقيا… وغيرها مما علمنا وما لم نعلم، كلها ملفات مظلومة إعلاميا، لم تلق ذلك الاهتمام الواجب منا، لا لشيء سوى لكون (مصباح اليد) لم يصلها، كما أن هناك أمرا آخر أخطر وأهم، يتمثل في استهلاكنا للنموذج الإعلامي الغربي المهيمن استهلاك التلميذ النجيب لدروس معلّمته، غير ساعين لإيجاد نموذج إعلام بديل قوي الأسس والبنيان نخيط خيوطه بأيدينا، ونرسم معالمه وفق مبادئنا وتفكيرنا، هذا ليس مهمة المشاهد، إنما واجب رجال ومؤسسات الإعلام طبعا، مع ذلك الأمل قائم والمحاولات موجودة رغم ضعف صوتها، ندعو الله لها التوفيق والسداد.


ما أود قوله في الأخير من وراء كل هذا ألا نستسلم لصوت الإعلام بناء على انتشاره وقوته فقط، إنما تتوفر لنا الوسائل الآن للتدقيق والتمحيص كالإنترنت والتواصل المباشر، وإلا التزام الوقف والصمت، مع العمل دون ضجيج، فواجب النصرة يجعلنا نصرّ على البحث عن الحقيقة وفعل ما يسقط عنا ذلك الواجب، إنما المحذور هو ابتلاع السموم التي عادة ما تأتي مندسة في العسل، فلتكن ضمائرنا متّقدة، وآلة تفكيرنا نابضة حيّة، لا تقف على أشباه الحقائق إنما لا ترضى إلا بالحقيقة ولا شيء سواها .


                                  جابر حدبون

الاثنين، 12 مارس 2012

شهود على فظاعة الجريمة .. مع سبق الإصرار والترصد

 


شهود على فظاعة الجريمة .. مع سبق الإصرار والترصد


حاج داود نجار                                                                                                   


1


نحن نعيش عصرا جديدا، مختلف عن كل العصور، وهو عصر الوحوش البشرية.. بل عصر التضليل و القابلية للعيش و التعايش جنبا إلى جنب مع المجرم ، بل و قد لا نتحرك إلا بناء على خطط وأوامر مافيا الهيمنة الدولية ، والرضا بكل ما تفعل، حتى و إن سقط بواسطة خطط هذه المافيا في كل ثانية و دقيقة قتلى وربما العشرات.. ثم الآلاف هنا أو هناك، منهم عشرات الأطفال الرضع و العجائز و إعلاميون.. نحن نعيش فعلا عصر الغاب بكل المقاييس ، عصر غاية في الوحشية و الذل المقنن تحكمه هيئات ومحاكم وعدالة دولية.. وظيفتها تقسيم الموت والمكر ومناصب الإذلال على الجميع بالتساوي..


هذه المافيا تحصن نفسها بإعلام الدعاية الذي يهيمن عليه السراق والنشالين وشركات السلاح والمتعطشون للنفط والدماء..والدمار الشامل..


بعد أن كنا نسمع بأن الإعلام تشوه وأضحى شيطان العصر، على حد تعبير هويدي فقد حول هؤلاء الإعلام اليوم إلى مجرم العصر، أو مؤطر جرائم العصر وبامتياز.. بواسطته تحبك أخطر أنواع وأشكال وفنون الجرائم والمآسي، من طرف أبشع أنواع المجرمين، وتتعدد المجازر، وبه تتم مهمة خلط الأوراق تحت مظلة مريحة تسمى التمويه بالتضليل، ويتم نقل أجندتها بمهارة فائقة من مكان إلى آخر، والجميع بقي يتفرج.. أمام هذا السيرك الدموي.. ولا يستطيع فعل شئ..


فأين هم خبراء علم الإعلام وصحافة الحقيقة، وأساتذة القانون وعلم الإجتماع والنفس وقبلها كلها علم رحمة الشريعة ؟ وهل أصبح العالم عبث إلى هذا الحد، وهل ضاع العقل فعلا، فوضعنا كل ابتكاراتنا من أجل الحد من الجريمة، ومختلف أشكال الظلم والإستبداد جانبا، وأضحى اليوم الظلم والقتل والتضليل ممنهجا نعايشه ويعياشنا، وعبر الفضاء الدموي القطري الصهيوني لحظة بلحظة..


الجميع يتحدث بتوقيف القتال في سوريا، ولكن لا أحد ذكر حرفا عن التحريض الذي يحرك أجندات المجازر والقتال من مكان إلى آخر في سوريا وفي أكثر من مساحة عبر العالم، أو قال لنا هل “التحريض” هذا الفن المرضي على القتل والبطش، التمرد والدمار، من أبجديات مهنة الإعلام أم من مهام مكرم الإجرام المنظم..؟ بل الحقيقة تقول أن التحريض خرقا لأبجديات المهنة وليس له أي علاقة بالإعلام ولا بنبل صحافة الحقيقة ؟


وما هو طريف أن التقدم وصل بها أن أصبح الكثيرون لا يفرقون بين الإعلام كإعلام والصحافة كمهنة تنشد مهارات البحث عن الحقيقة لا طمسها..؟ بل لا أحد يفرق بين إعلام الدعاية والمكر وصحافة النبل والمكابدة من أجل الحق، وإن صح القول لم ندرك بعد بأن الصحافة تكاد تكون قد انقرضت فعلا إن نحن لسنا مبالغين بفعل التجربة الصهيونية القطرية وحل محلها إعلام الدعاية والمكر.. والتضليل المكثف، والمتراكم بالغل وروح الإنتقام الذي يسيطر عليه اللوبي الصهيوني الأمريكي انطلاقا من قاعدة الدوحة..


ولا نعلم إلى متى يبقى المجرم والقاتل والمحتل، يضحك علينا، وكأنه ما يزال يعتقد أن الجميع يحبوا وبعقول صغار، أو قادر أن يشتري العقول بمجرد أنها بدأت تدرك بصيص مفاتيح الحياة بحفنة دولارات، أو يغري بأساليبه التضليلية الماكرة، وبابتكار أرقى أنواع مؤتمرات الدوحة المضللة وما أكثرها.. ظاهرها حضارة وباطنها، استقطاب من يليق لاختياره في صف ما يسمى المعارضة لتوظيفه ضد كل من لا ينبطح أو يسير وفق الأجندة الصهيونية الماكرة، كحالة قطر الآن.


2


في علم الإتصال، بل في علم إرساء مجتمعات الخوف والفوضى الناعمة التي أسستها إسرائيل بواسطة أداتها أمريكا، لو يصدر مجرد تصريح فقط يتم يموجبه تغيير الأجندة الإتجاه، نقصد أجندة الدعاية والمكر والتحريض المكثف من سوريا.. إلى البحرين مثلا.. أو السعودية أو قطر، كما حدث مع اليمن، فسيتغير إسم القاتل الواجب رحيله في دقائق وليس في شهور..(..) وقد يغير كوفي عنان وجهته، بل وقبل ذلك تتغير مع كل هذا اللافتات والشعارات، والتصريحات من مجلس الأمن إلى آخر حي في باباعمر.. وحمص ، لأن مخبر توجيه الأجندة ومخطط المجازر إعلاميا قد تغير فتغير كل شئ ..(..)


وبكلمة أدق إشارة نقل المجازر ولغة الموت أعطيت من مختبر قاعدة الدوحة، وليس من مكان آخر.. ومجلس الأمن وما أدراك من مجلس الأمن مجرد أداة فقط في خشبة مسرح..والمحكمة الدولية التي تدعي كذبا أنها تحاسب مجرمي الحرب، في حين أن الحقيقة تقول أنها أكبر داعم للمافيا وجرائم المجازر العالمية من دارفور إلى أفغانستان إلى باباعمر بسوريا..


ومن يريد أن يتأكد على ما نقول يسأل أين هو عمر البشير الآن والذي أصدرت محكمة الجنايات الدولية، قبل إرضاخ البشير لتقسيم السودان في نفس أسبوع مسرحية البوعزيزي، ولماذا طويت حكاية هذه المذكرة مباشرة بعد إرضاخه وقبوله لخطة التقسيم أي احتلال جزء من السودان ؟ وقبل كل هذا لماذا تعقد محكمة الجنايات الدولية ندوتها في الدوحة قبل أن يحل بها عمرالبشير هذا الأسبوع..؟ أسئلة وأسئلة كثيرة تطرح.. وفي الإجابة نكتشف سر الحقيقة..حقيقة الفضيحة، وأصل المجرم الفعلي الواجب تقديمه سريعا أمام القضاء إن كان ثمة قضاء فعلا..


ولا ندري لماذا يحاول البعض مواصلة الكذب أو إرساء الوعي الكاذب على الرأي العام في أكثر من مكان، في حين أن الأطماع والدسائس واضحة، واللعبة القذرة مكشوفة، والمجرم أضحى جليا أمامنا بما فيه الكفاية..ولذلك غادرت لينا شبلي وغسان بن جدوا وآخرون جزيرة الدماء والدمار..بعد أن اكتشفوا أنهم وسط خلية تديرها عصابة الدمار والدم الآخر..


في السابق كنا نسمع أصوات تدعوا إلى العنف والقتل والدمار.. الذي يسميه البعض تضليلا وتمويها ” إرهاب” اليوم أضحى كل هذا ممارس على الأرض، وأمام أعين الجميع، وبشكل يرهب العقول، وبمهارة بلا تصريح ولا دعوة، ولا هم يحزنون، قمة الإرهاب..


والطريف في كل هذا أن لا أحد يتحدث في جامعة العار عن أولوية تسليح سكان غزة أو الشعب الفلسطيني المحتل لتحرير القدس، بل ولا نشاهد في فلسطين المحتلة، والتي يعاني شعبها هناك مختلف أشكال الإذلال والإحتلال كل ذلك الدعم والتحريض الإعلامي المكثف أو ما يسمى بالثورات، رغم أن فلسطين هي مهد الإنتفاضات ومقاومة الإحتلال، هناك يكمن كل السر، وهذا ما يؤكد وبجلاء أن ما يسمى بالثورات العربية، هي أصلا عملا احتلاليا ممنهجا ليس إلا، ظاهره حق مزين، وباطنه بطش وخداع ثم احتلال، وبالوكالة، وتغيير استبداد وفساد باستبداد أخطر وأبشع وأقوى مكرا.. ونموذج العراق الذي سيستقبل قمة الإنبطاح العربي بعد أيام واضح أمامنا..


ما تمارسه إمارة قزم عفوا قطر بالإنسان المعاصر الذي كان على مقربة من لحظة الخروج من وحل التخلف وشتى أشكال الظلم والإذلال والفساد المؤطر، بالإعلام الصهوني المهيمن حتى على أمريكا نفسها، سيسجله التاريخ، بدماء كل من يسقط جراء التحريض المكثف لخدمة الأجندة الصهيونية الأمريكية، وستتضح معالمه ومخلفاته، قريبا إن نحن لم نعجل بكشف خفايا هذا المكر بدقة وعلم، وأعلنا صراحة وبأعلى صوتنا وبكلمة حقيقية لا زائفة نقول [ إرحـــــــل ] لهذا النظام الدموي الإحتلالي الإعلامي الناعم..


وإن نحن لم نفكر جديا في ابتكار طريقة عاجلة لإسقاط هذا الشكل البشع من الإستبداد المعاصر الممارس على مهنة النبل التي تحولت بفعل هذا النظام الصهيوني القطري إلى مهنة لبرمجة وتنفيذ أجندات الاقتتال والدماء والدمار..فإن المستقبل لقدر الله سوف لن يقلقه أو قد يدمره الإحتباس الحراري فقط، والذي أضحى هاجس الأمم المتحدة، بل سنفاجأ غدا لقدر الله بوباء جديد سيستهدف العقول المعطلة التي تحجرت مفعل هذه الجاهلية.. نسأل الله العافية، ما دام الخالق أوجد العقول لكل البشر وبلا استثناء، ومكنها بسبل الرحمة ـ وحدد لها النهج الواضح، ولكن، لا أحد يشغلها بالطريقة التي يريد خالق تلك العقول، والوجهة التي يرشد به عباده وهي الرحمة والحكمة، والإعمار، عوض الدمار، وليس بمزيد من القتل والإقتتال بالتضليل الدموي، والمجازر والدمار.. المكثف والمستمر.


حوصلة القول : أخطر ما يعانيه الإنسان المعاصر اليوم، هو أن العبقرية البشرية لم تتمكن بعد من إبعاد الإعلام من مكر الدعاية ومافيا تجار السلاح والمتطشون للدماء والدمار وسماسرة النفط ومهندسي الحروب.. ومبتكري الصراعات وبؤر التوتر عبر العالم الإسلامي خاصة، وهذا هو الإبتكار المنتظر للجيل القادم، وعلى رأس هذه المافيا ناتنياهو وخادمه أمير قطر، وكل من يلف حولهما..


لقد حان الوقت لكي نقول كفى تضليلا ومكرا وعبثا بمصائر الشعوب، وكرامة الأبرياء، وتشويه حضارة الأمم ومستقبل الأجيال يا سادة..


3


لقد حان الوقت لكي نكرر الإلحاح وللمرة الألف لنؤكد بأن إسقاط هذا الإستبداد المنظم هو أمر جد عاجل، وأن يكون هناك فصلا حقيقيا واضحا لا تمويهيا للسلطات، من السلطة التشريعية إلى الإعلامية والتنفيذية، عوض ذوبان الكل في بوتقة واحدة وهي بوتقة البندقية القاتلة و” المافيا العالمية ” وفي إعلام وعصر تمويهي يقال كذبا أنه متجه نحو التعدد، وديمقراطية الأوهام، والألغام، في حين أن الحقيقة الواضحة أمامنا وبالمعطيات الدقيقة تؤكد أن العالم الآن تحكمه مافيا شركات السلاح، وهي شركات بلا أخلاق ولا قيّم، عصابة لا تنام إلا بمشاريع قتل ومجازر جديدة مبتكرة تنتقل من مكان إلى آخر..وتحت عنوان خادع ومضلل يسمى حديثا [ الدم خراطية ]..


والأخطر من كل سلف أن هؤلاء المجرمين يحققون مآربهم القذرة بالدماء بواسطة اعلام الدعاية والمكر انطلاقا من قلب الخليج الدوحة، أما إن سألتم عن مواثيق الشرف التي تقوي مهنة النبل وتؤسس لعصر جديد من المهنية، وسمو الحضارة أو عن صحافة البحث عن الحقيقة، فقد دفنت نهائيا وبلا مبالغة مع آلاف الضحايا الذين يتم اغتيالهم والتنكيل بهم كل لحظة، منذ سقوط أو قتل في حرب العراق وأفغانستان ودارفور وما حدث في غوانتانامو والبوسنة، وفي زمن أضحى العلم مجرد أكذوبة العصر.. ما دام وأنه لم يتمكن بعد من الحد من هذا الظلم والمكر وهيمنة مافيا الشركات المتعددة الجنسيات، على كرامة وأمن وسلامة وحياة الخلق عبر العالم..


ومن يقول عكس هذا، فاليحاول توقيف أداة أو آلة التحريض المكثف والمستمر على القتل والإقتتال الذي يتم باستمرا أمامنا في كل لحظة وثانية..انطلاقا من قاعدة السيلية التي تحدد بدقة أجندة الجزيرة وأخواتها انطلاقا من قطر، ولا ننتظر حتى يطلع علينا غدا شخص وفي فيلم وثائق بكشف لنا تفاصيل هذه الحقيقة بعد أن تم كل شئ، ضمن أجندة الهيمنة وقتل الآلاف، حينها سوف لن ينفهم الوثائقي، ولا التباكي من روع الجريمة، لأن الوصفة ما الفائدة منها بعد دقيقة من موت أو قتل المريض، أكيد سترمى في سلة المهملات وكذلك الفيلم الوثائقي الذي يتأتي بعد الإنتهاء من مسلسل تنفيذ سيناريو الهيمنة الدموي,


وإن نحن لم نفعل ذلك سريعا الآن وليس غدا فإن الجميع أضحى شاهدا على الجريمة المسببة للدمار الشامل مع سبق الإصرار والترصد.. وبأخطر سلاح وهو سلاح إعلام الدعاية والدماء..


وسيلقى حسابه عسيرا غدا عند خالق السمــــــــاء..


لأن الخلق عادة ما هو إلا متفرج أو ضحية .. وليس له علاقة بما يجري في غرف المخبر وينفذ على خشبة المسرح الدموي.. مهما ادعى بأنه كان بطل الثورة أو روج له بإعلام الدعاية..الذي بقي تحت هيمنة الإستبداد المتجدد من عصر إلى آخر..


                      


          حاج داود نجار

الأربعاء، 7 مارس 2012

الثورة ظاهرة طبيعية ...

 


حكيمة يوسفي                                      



 


سألت جدتي يوما، ما رأيك في الثورات العربية أجابتني فورا ً(رغم أنها لم تتابع أبدا وليست مهتمة ولا واعية لما يحدث في العالم العربي من شتاء أو ربيع عربي وأنا اسميه غباء عربي )،فأجابت: " الله يلعن اليهود أينما حلوا ،كل هذا بسببهم "


جوابها كافي بالنسبة لي فهي رغم عدم متابعتها فحدسها قادها إلى أن اليهود سبب كل مآسينا ،في الحقيقة ليست مآسي لقد علمتنا الكثير هذه الفورات قصدي الثروات .
جدتي إذن تؤمن بنظرية المؤامرة و تستنكر ما يحدث لأنها تعرف أن الحريات تفتك من الأعداء لا من الرؤساء ،الحرية في نظرها حرية العقل و الفكر ،فرغم أميتها فهي دائما تشجع على العلم والدراسة و قد التحقت متأخرة بصفوف محو الأمية لتدرك ما فاتها وتحقق حلمها وهو الكتابة وفك الحروف وبالفعل استطاعت أخيرا التحرر من قيود الأمية ،هذا نوع من التحرر والانتصار على الذات .
لو قارنا الحرية بهدف نستطيع الوصول إليه لكن بانتصارنا على ذاتنا أولا، و تحديد هدفنا ثانيا و التخطيط له و العمل علي تحقيقه ثالثا، ولم يحدث ما يسمى بالربيع العربي ،ولكنا الآن ننعم بربيع وفقط ،ملئ بالزهور لا بالجثث و المروج الخضراء لا بالدماء الحمراء و بالإعلام الهادف لا إعلام كاذب مضلل .


التخطيط هو جزء من السنة وهو جزء من التكليف الإلهي الذي طولب به المسلم وخير مثال على ذلك دقة التخطيط لهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم فكل من تأمل أحداثها رأى بوضوح ذلك من بداية الهجرة إلى انتهاءها ،هل كانت الثورات العربية مخطط لها ؟ هل خطط البوعزيزي لحرق نفسه و تحرير بلده هل خطط الليبيون لثورتهم على القذافي هل خطط المصريون لخلع مبارك ؟؟؟ وهل خطط السوريون لمجازرهم و أحزانهم؟ هل الثورة ظاهرة طبيعية ؟
فرضية محتملة ،أن تستيقظ شعوب كاملة في يوم ما على أكبر كذبة ،تسمى ثورة الحرية و أنها كانت وهما وبدل أن نتحرر من شيء واحد أصبحنا نبحث عن حُريتيْن أن نستعيد حريتنا و أن نعيد البحث عن حرية ما قبل حريتنا !!
في حدسي وليس في نظري  -لأني لا افقه شيئا في السياسة- كل ما يحدث الآن جد طبيعي فالحروب رغم وحشيتها على مر العصور أمر طبيعي جدا ،كما قال اليهود لتبرير جرائمهم على الاممين (الشعوب الأخرى من غير اليهود) كل شخص سيموت بطريقة أو بأخرى  ولذا فقتل الاممي أمر جائز  ولا حرج فيه ...
" تخيلوا كل العالم يعيش الآن في سلام و أمن و حرية وسعادة -وهذا ما تهدف إليه كل ثورة في العالم-لا حروب لا صراعات هل سنعرف المعنى الحقيقي للسلام ؟؟ و الأمن والحرية والسعادة لما خلقنا الله إذن؟؟" كان هذا السؤال البرئ لأختي الصغيرة بعد أن ملت من لعب المزرعة السعيدة و العاب تلبيس باربي و العاب الطبخ  ،وغيرتها إلى لعبة اعنف فهي تريد أن نعرف كيف ينتصر الخير على الشر ؟
و طبيعي أيضا أن تنقسم آراء الناس فهناك من يؤيدون الثورة بشدة و هناك من يعارضون وبشدة وهناك من لا يهتمون بشدة و يلعبون المزرعة السعيدة  لأنها خالية من أي شيء يدل على الثورة ووجع الرأس .
هل تحررنا فعلا ؟ بالأحرى هل كنا مقيدين فعلا !! نعم ،لم نتحرر ونحن مقيدون  فكريا ممكن نفسيا ممكن اقتصاديا  لا ادري ممكن كلهم !
وان تحررنا فرضَا و لكن بقي كل شخص مقيد فكريا إذا سننعم بحرية مقيدة وسنحتاج لثورة أخرى لتحرير حريتنا.
هل ينفع البحث عن الحرية جماعيا ؟تخيلوا لو تحررنا فردا فردا ،وبعدها بحثنا عن حرية جماعية لكان أفضل؟ هذه مجرد فكرة .
أنا أشبه الثورة  بفورة البراكين فهذه الاخيرة ظاهرة طبيعية بحتة .


 


                                                                 حكيمة يوسفي 

الخميس، 1 مارس 2012

أما حان الوقت لنتصالح مع أعماقنا الإنسانية ... ؟!

 


 أما حان الوقت لنتصالح مع أعماقنا الإنسانية... ؟!

                                                                                                          

هذه المرة سأبدو ربما للأسف أكثر تشاؤما ومبالغة للبعض بقولي أني مرات أحسّ  أن كل شيء خاطئ في حياتنا هذه وأن كل شيء وكل المفاهيم والممارسات تحتاج إعادة نظر بما في ذلك فهمنا للدين والتدين وهذا الأهم .. !

بنظرة إنسانية حيادية لنلاحظ حولنا بتعمق ونبدأ بأنفسنا ولا أعتقد أننا سنجد هناك ما سيليق بعمقنا الإنساني إلا بعض التفاصيل الغير أساسية ولا تنتهي بنا إلى نتيجة مهمة نافعـة !  

الغريب والذي أعتبره إيجابيا فينا هو أنّ في أعماقنا نرفض هذه المساوئ الذي تحيط بنا من كل ناحية رغم أننا أحيانا بسطحية نراها إيجابية بل و نعتقد بقصر نظرنا أنها سرّ بعض سعادتنا وهدف حياتنا !  هذا يعني أن في أعماقنا يوجد من الروعة والعطاء ما لم يخرج بعد إلى النور ويحدث نقطة تحول هائلة في حياتنا العامة والخاصة !  

النتيجة أننا جميعـاً قد نشترك بل أكيد في عمق جميل يحمل حلولاً فعالة لكلّ معضلات حياتنا التي نعيشها فقط هو جامد بسبب إهمالنا له واهتمامنا بما هو خارج الغاية والإنسان ... !

الأكيد أننا اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى للعودة إلى ذواتنا إلى أعماقنا و علينا أن نجرّب التصالح معها لن ينجح الأمر بسهولة فالفجوة كبيرة جدا وعميقة جدا بيننا وبين أنفسنا وأعماقنا وجرحنا الإنساني عميق متجذر فينا وفي حياتنا منذ زمن !

نحن نملك شيئا مهما قادر على حلحلة كل العقد والأزمات الإنسانية التي نعيشها ... ! ، لن نحصل على هذه الأدوات العظيمة السحرية التي نملكها إلا بتصالح تاريخي إنساني مع أعماقنا الإنسانية التي نشترك فيها وهي على فكرة أهم بما لا نهاية مرة من كلّ ما نملك في هذا العالم من مال وبترول و حتى ماء وهواء وما إلى ذلك ! ، ويجب أن نؤمن ونصدّق بذلك لأن الإيمان بهذه الفكرة هو السرّ والدافع الأكبر الذي يجب أن نحمله جميعـاً وهو ما سيجعلنا في حالة بحث مستمرة عن هذه الحقيقة التي نجهلهـا ... !

نحتاج إلى صدق كامل متكامل ورغبة حقيقية في معرفة " من نحن ؟ ولماذا وجدنا ؟ وإلى أين ؟ ".. رغبة حقيقية في إنسان حقيقي لنحصل على هذه الأداة الإنسانية العظيمة التي غرسها الله في أعماقنا التي تهنا عنها بسبب انحرافنا الكبير ولم نعرف العودة إليها بل نسينا أصلاً أننا نملكهــا .. !

البداية لن تكون إلا بواسطة العقل الذي ميّزنا الله تعالى به عن سائر مخلوقاته ... العقل الوسيلة الأولى العظيمة للتفكير في الإنسان .. ، تصالحنا مع أعماقنا وكشف أسراره العظيمة المنسية هو تصالحنا مع إنسانيتنا التي بعناها بقشور هذه الحياة هو تصالحنا مع التاريخ العريق وبداية الحضارة التي سرعان ما انهارت قبل أن تكتمل ملامحها بسبب خيانتنا لأنفسنا للغاية التي زرعت فينا للأبد وتخلينا عنها !

متى يا ترى نبدأ بالبحث والغوص الإنساني في أعماقنا لنكتشف الحلّ العظيم الموجود فينا !؟ متى نعرف أن العودة إلى العقل وإعادة تفعيله هو أولى الخطوات نحو هذا المشروع الإنساني الكبير !؟ الآن !؟

 

                                                                                     منير سعدي

                                                                                   

حوار مع الكاتب والمترجم ومُؤسِّس "مجتمع رديف" الأستاذ يونس بن عمارة على جريدة الحوار ~ْ

الكاتب والمترجم ومُؤسِّس "مجتمع رديف" الأستاذ يونس بن عمارة للحـوار: غاية مشروع "مجتمع رديف" الأساسيّة إضفاء قيمة اقت...