‏إظهار الرسائل ذات التسميات الثورات العربية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الثورات العربية. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 29 أغسطس 2013

رقص دراويش ! ~ْ .



هذا المكرُ المُوحَّـدُ

في مسرحيّةٍ لكمُ فيهـا

الزُّورُ يُمجًّـدُ !

في ألفِ ثوبٍ و دور ٍ

بألفِ حيلـةٍ تتجـدّدُ

تعدَّدَ الكاتبُ والرسّامُ

طُـرقُ الإخـراجِ

والإضاءةِ و الدّيكُـورِ

و طريقُهم .. دربُ إبليسَ

وأكثـرُ من نصفِ دربِنـَا واحدُ

و المتفرِّجُ هذا السّاذجُ

المعلّـقُ من عُرقوبـِهِ واحدُ

نغمة ُ التصفيقِ واحدة ْ

و هذِي العقولُ

بالوعي ِ الكاذبِ لا تزالُ

و هذا الرقصُ

رقصُ الدراويش ِ

خارجَ السِّربِ واحد ًُ

الخيبة ُ واحدة ْ

وهذا السجنُ الكبيرُ المزخرفُ

بوهمِ النصرِ و التحرُّرِ

هذا السّجنُ الذي بعدُ لم نعترفْ

لا يـزالُ ... واحـدُ

و هذا الـ " واحدُ " واحدُ

تعدّدتْ أشكالُ الكُفرِ

و الأديانِ والأطيافِ والمجازرِ

و طعمُ الموتِ والدِّماءِ

ولا يزالُ الربُّ المزيَّـفُ

هذا الصنمُ المعبودُ

هذا الذي أرَدتُموهُ بمكرِكُم

واحـدُ !

ما بِنـا و هذا الشَّتاتُ

و الموتُ البطيءُ

بنـا نحو الغابـةِ زاحفُ

لا في الإيمان نلتقـِي

لا في الصّلاةِ و لا السُّجودِ

لا في الحلم ِ

وحتى في المواسمِِ اليوميةِ

للكـذبِ

حتى في كُفرنـِا

و كُفرِنـا بالكُفر ِلا نتوحَّدُ !

بربّكُـم

كيف لبذرةٍ فاسدةٍ منخورةٍ

مُسوّسة ْ .. أن تُثمرَ

بربّكُـم الواحدُ الأحدُ

الذي بعدُ لم يُعتنق دينُه

الأوحدُ !؟ ~ْ


منير سعدي

الخميس، 22 أغسطس 2013

افرحوا .. مع إبليس !!!... / إبراهيم قار علي


افرحوا .. مع إبليس !!!...

الإعلامي إبراهيم قارعلي
الإعلامي إبراهيم قار علي


لست من الفقهاء ولا من علماء الدين ولا من المجادلين فيه إلى يوم الدين ، ولكنني أقول ، لقد جاء في الحديث النبوي الكريم : "موت قبيلة أيسر من موت عالم " وفى الحديث النبوي الآخر : "إن العلم لا يُقبض انتزاعاً وإنما يُقبض بموت العلماء فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فأفتوا بغير علم فضلوا ، وأضلوا "


يروى أن الشياطين قد جاءت إلى إبليس فقالت له: يا سيدنا نراك تفرح بموت الواحد من العلماء، ولا تفرح بموت آلاف العباد، فهذا العابد الذي يعبد الله ليلاً ونهاراً يسبّح ويهلل ويصوم ويتصدق لا تفرح بموت الألف منهم فرحك بالواحد من العلماء.

قال إبليس : نعم أنا أدلكم على هذا ، فذهب إلى عابد فقال له : يا أيها الشيخ هل يقدر الله أن يجعل السموات في جوف بيضة ؟ قال العابد : لا ، وهذه غلطة كبيرة.
ثم ذهب إلى العالم وقال له : هل يقدر الله أن يجعل السموات في بيضة ؟.
قال العالم : نعم ، قال : كيف ؟ قال : إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له : كن فيكون ، فإذا قال للسموات : كوني في جوف بيضة كانت ، فقال : انظروا الفرق بين هذا وهذا.

ما دمتم لم ترحموا الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي أبدا ولن ترحمـوه حتى بعدما قتلتموه !!!... فلتفرحوا مع إبليس إنه بكم فرح مسرور يا أحفاد إبليس !!!...

ولقد صدق الصديق منير سعدي حين يقول : " حتى إبليس قد خَذَلوه وهو من مهّد لهم الطريق و أشرف على الصفقة ، ولقد أصيب إبليس بخيبة و صدمة بتنّكرهم له لأنهم بعدما وقفوا على أطلال الخراب بين الجثث و رائحة الدّماء ردّدوا : الله أكبر !. و سجدوا له و حمدوه كذباً على توفيقه ونصره " !!!.

وبالفعل ، فقد صدقهم إبليس ظنه !. حيث لم يكن الشيخ الشهيد البوطي الوحيد الذي يقتل في المسجد ، حيث مازال بين المسلمين بقايا الخوارج والمجوس من أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي وعبد الرحمن بن ملجم من قاتلي أمير المؤمنين الخليفة العادل الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه والإمام علي كرم الله وجهه.

لقد كان صوت العالم الجليل الشيخ الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي صوت العقل والحكمة عندما اندلعت أحداث العنف والإرهاب في الجزائر حيث راح يدعو الصلح والمصالحة والتصالح بين الجزائريين ، وخاصة الإسلاميين منهم الذين دعاهم إلى الفهم الصحيح لمقاصد الشريعة الإسلامية وفي مقدمتها حفظ النفس والعرض وتفويت الفرصة على الدوائر المتربصة بالجزائر ، في الوقت الذي كان غيرهم من العلماء الذين آوتهم الجزائر فأسكنتهم وزوجتهم !!!... عندما هربوا إليها من بطش أنظمتهم الدكتاتورية يدعون إلى الفتنة والحرب الأهلية في الجزائر والقتال والاقتتال بين الجزائريين باسم الجهاد المزعوم الذي حصد أكثر من ربع مليون من الأرواح البشرية وعشرات ملايير الدولارات من الخسائر المادية التي جعلت الجزائر تتسول في الشوارع وتمد يديها إلى البنوك العالمية والصناديق المالية الدولية وفي مقدمتها صندوق النقد الدولي الذي قطع الأرزاق مثلما كان الإرهاب يقطع الأعناق !!!...



لقد كان الإرهابيون يفضلون الاستماع إلى الفتاوى الدموية القاتلة الممزوجة التي تنبعث منها رائحة الأموال الخليجية القذرة التي تتموّل بها الخطط الأمريكية والصهيونية في المنطقة العربية والإسلامية ، والتي لم تعد حيلها تنطلي على أحد بعد الربيع العربي الكاذب الذي جعل العرب من الحكام والمحكومين ينشغلون بالثورات بينما ينشغل الغرب بالثروات التي يدرها ضرع الصحراء في الجزيرة العربية وغيرها من الأقطار العربية والإسلامية من المحيط إلى الخليج أو من طنجة إلى جاكرتا على حد تعبير المفكر الجزائري مالك بن نبي .

إن المواقف السياسية لا تبرر الجريمة النكراء التي ماانفك يرتكبها المجرمون في حق العلماء ، حيث يجب التفريق بين الدولة والسلطة . والمؤسف أن ينساق كبار العلماء وراء الدهماء الذين يتقدمون الصفوف الأمامية مثل حديثي العهد بالصلاة أو التائبين الجدد عقب الكوارث الطبيعية !!!...

والأغرب من كل ذلك ، أن تصبح قنوات الفتنة الفضائية العابرة للقارات هي الأخرى تبرر الجرائم النكراء والاغتيالات الشنيعة ، ولا تخجل أصواتها المأجورة من نفسها ومن المشاهدين وهي تستطلع الآراء التي تدعم بها وجهة نظرها وتخدم سياستها الإعلامية الإجرامية التي دأبت عليها منذ اندلاع العنف في الجزائر وليس فقط في تونس وطرابلس والقاهرة أو دمشق بعد ذلك.

لا يمكننا أن ننتظر أفضل من ذلك ، من قناة فضائية تلفزيونية راحت تجري استفتاء بشأن العمليات الإرهابية في الجزائر !. ولم يكن من الغرابة أن تكون نتائج الاستطلاع لفائدة العمليات الإرهابية في الجزائر ، مادام المصوتين من الإرهابيين !!!... وهل ينفع بعد ذلك في النهاية ، تقديم الاعتذار الذي يتحول إلى أقبح من الذنب الذي ارتكب في البداية !!!...

يجب أن نغلق القوس بالاغتيالات التي كانت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي كانت تنفذها في حق الشهداء من قيادة المقاومة الفلسطينية بعدما كانت تحاورهم مثل هذه القنوات الفضائية منذ الشيخ الشهيد المقعد أحمد ياسين والقائمة مازالت مفتوحة مادامت القناة مفتوحة !. وليست هذه شهادتي بل شهادة العاملين من الصحفيين من عين المكان !!! ...

الخميس، 15 أغسطس 2013

عن إعلام الدماء ومهارة الموت ! ~ْ


في السابق كان ينتابنا الخوف و الهلع بمجرّد أن نسمع إنسانـاً واحداً قُتِلَ في مكان ما و لو كان بعيداً جدا .. نشعر بألم المجازر بدون أن نراهـا .. حتى صرنا اليوم نتابع المجازر على المباشر و نشاهد بدمٍ بارد فيديوهات عمليات الذبح للبشر التي تعرضُهـا القنوات بحجّـة " الحقيقـة!" ، مشاهد بشعـة ترتكبها أطراف عدّة بمن فيها بعض ممن يسمّون بقوانين إعلام الدعاية " مجاهدين ! " .. وأصبحت لنـا قابلية للدماء لدرجـة رهيبة تجاوزت كلّ الحدود والاحتمالات !

هذا النوع الطاغي الدموي من الإعلام نجحَ في غايته التي سطّرتها الأيدي المهيمنة عليه والتي لم تعد خفيّة إلا لمن لا يزال متوهّمـا غاية تكريس ثقافة الدماء وقابلية الشعوب للمزيد من الصراعات وكلّ أنواع الدمار التي لا تخدم في الأخير إلا تلك الأجندات ومن دون أن تفكّـر لحظة واحدة أن تقول : " كفى ولا للمزيد من الدماء والدمار ! ، بل عن طريق الأحداث المتراكمة التي تدور حوله و بما يتفنّن هذا الإعلام بكلّ أنواعه و بطرق مختلفة لا تكاد تكتشفها لمهارة مكرِها وخداعها بعرضه وتكراره بدقة و مكر عالٍ لصور الجثث والدماء والمجازر لا تجد حتى الفرصـة لتفكر مع نفسك فيما يحدث وتشغّل عقلك تجاهه بما يتوافق مع مبادئك الإنسانية وتكتشف حجم التآمر القذر والمكر الذي يُعدّ للإنسان الذي كرّمه الله تعالى بالعقل الذي تاه وسط هذا الزحام المفتعل .

وأغلب وسائل الإعلام " العربية ! " اليوم لا تُجيد في ظلّ الأحداث المتراكمة إلا نقل باستمرار و بسرعة هائلة أعداد الضحايا الذين يسقطون ومحاولة إذكاء الصراع والنبش في بؤر التوتر والنزاع بكلّ الإمكانيات عن طريق الاستثمار ببشاعة في أيّ حدث قد يحقق المزيد من سفك الدماء !

بفعل الهيمنة عليه انحرفت غاية هذا النوع الطاغي من الإعلام من البحث عن الحقائق لأجل التنوير والسلام والبناء إلى الدمار والفتنة والمجازر ! ،هم ينجحون في تحقيق أجندات المكر والهيمنة على العقول وتكريس أبعد حدود القابلية للابتعاد والتيهان عن مواطن الحل والانطلاق الحقيقي وداء المكر والتضليل وقرصنة العقول ضرب الأهم فينا وهي"النخبة!" أو من يتحدثون باسم الأمة باسم الإنسان مما يعني أن داءنا أسوأ و أعقد مما نتصور بعدما كشف عن حقيقتها هذا " الرّبيع " كما أسقط هذا الكمّ الهائل من الأقعنة ولعلّ هذا ما نعترف به .

الحلُّ الآن لأجل تحقيق الهدف في الوصول إلى الحقيقة هو تحرير العقول من التبعية والسطحية والانصياع خلف الأوهام والأكاذيب و إعادة تفعيل دورها وتصالح الإنسان معها كأداة عظيمة تنير الطريق وتميّز بين الحق والباطل ، و تحرير الإعلام من أيدي المُستَغِلِّين والمستبِدِّين ! .. تحرير الإعلام هو تحرير الحقيقة و تسليط الضوء الحقيقي وليس " الوهمي " على ما يحدث في الواقع .


منير سعدي

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

جمعية أضواء تناقش " ثورة الأجساد المحترقة " لـ محمد الصغير ضيف

 


جمعية أضواء تناقش " ثورة الأجساد المحترقة "  لـ محمد الصغير ضيف


 


 aladjessad_almehetarika


نظمت جمعية أضواء الثقافية بثانوية الشيخ بوعمامة بعين وسارة ندوة فكرية حول كتاب " ثورة الأجساد المحترقة " للباحث والصحفي الأستاذ محمد الصغير ضيف الذي صدر شهر أفريل من هذا العام عن دار ميديا للنشر و التوزيع، و هو أول إصدار للكاتب تناول موضوع الحراك الشعبي في بعض دول العالم العربي المسمى " الربيع العربي " بداية من التجربة التونسية التي كانت من دوافع خروج فكرة الكتاب إلى النور بالإضافة إلى مجموعة مقالات للكاتب من بداية التسعينيات نشرهـا في بعض الصحف الوطنية ، هو عصارة جهـد لسنوات من البحث الذي تناول العديد من القضايا المهمة خاصة فيما تعلق بالحكم و السلطــة بطريقة تحليلية معمقة من عدة زوايا حساسة ومهمة تحت عناوين كبيرة كانت محاور هذا العمل مثل " ثورة و مفهوم .. عربياً غائب ، ثورة و أجساد تحترق حالة تونسية ، وقود ودولنة الدين حالة حداثة ، مأزق الحرية الديمقراطية لا تكفي ، الخطاب السلفـي أو حينما لا يكون ثمة إنسان ، الحقيقة الغائبـة .. ثورة إعلام .. إعلام ثورة "


لقاء أشرف عليه رئيس النادي العلمي للجمعية سميدة رشيد حضره أساتذة ... صحفيون ومهتمون و طلبـة حيث كانت البداية مقدمـة حول الكتاب ألقاهـا مؤلّفه الباحث محمد الصغير حيث تطرّق فيها إلى أبرز الجوانب و النقاط التي تناولهـا كتابه .. دور الحراك الشعبي في الوطن العربي .. دوافعه و أهدافه و أبرزها كما جاءت في مقدمـة الكتاب : " هي لحظة فارقة من حياتنا نحن كبشـر عرب استحالت فيها جميع الخيرات لأجل التعبير عن حالة التسمم التي أصابت الحياة في البلاد العربية "


و في مداخلـة حول الموضوع للأستاذ المحاضر أحمد شتوح مفتش التربية الوطنيـة تحدث َ للحاضرين عن أبرز المحاور التي جاءت في كتاب " ثورة الأجساد المحترقة " و أهم ما ميزه عن غيره من الإصدارات التي جاءت بنفس الصدد هو تناوله الأحداث و القضايا من زاوية تحليلية لاكتشاف خلفياتها ودوافعهـا بعيداً عن طريقة الأحكام و وجهة النظر فهو كما قال يثير تساؤلات جدّ مهمة وحساسة تجعل القارئ يعيد النظر في مفاهيمه و يقينياته حول جوانب عديدة فيما حدث، و ركز في حديثه عن التجربة التونسية التي كانت نقطـة انطلاق الحراك العربي ودافع كبير لخروج هذا الكتاب إلى النور .


و في الجزء الثاني من الندوة دار النقاش بين مؤلف الكتاب محمد الصغير ضيف و الحضور مجيباً على أسئلتهم التي تنوعت بين جدوى هذه الانتفاضات في ظل هذا التطور الرهيب الذي عرفته الأحداث الأخيرة في سوريا خاصـة و غياب النموذج البديل القادر على تجاوز وحلحلة ما خلفه هذا الحراك من أزمات و خسائر و نقاط أخرى تناولهـا الكاتب في بعض محاور الكتاب .


واختتم اللقاء بتكريم جمعية أضواء للأستاذ محمد الصغير ضيف و أيضاً الطالبـة المتفوقة بالمؤسسة يحياوي شيماء و كـذا بيع بالتوقيع لكتاب " ثورة الأجساد المحترقة " .


 


منير سعدي 

الاثنين، 15 أكتوبر 2012

فجر كاذب و وهم مشروع !

 


بنظرة دقيقة متعمّقة لما يجري في العالم العربي و لملامح المستقبل الذي يرسمه هذا الحراك الذي يسمى ثورة أو " ربيع عربي " لا تصدمنا إلا ملامح ديكتاتوريات أخرى بمظهر مغاير للنمط الديكتاتوري القديم ! 


الديكتاتوريات الجديدة التي تتشكّل اليوم بطابع احتلالي أخطر على العرب بمليون مرّة , و أخبث من الديكتاتوريات السّابقة والتي ساهمت قوى الاحتلال من قبل في تثبيتها وترسيخها ودعمها واليوم تدّعي نفس القوى تضامنها مع الشعب وعملها على التخلّصِ من تلك الأنظمة التي تقول عنها استبدادية وغير ديمقراطية .. ! ليتسنّى لها فرصة صناعة أنظمة جديدة للعرب تواكب العصر " بمفهوم وشكل والاحتلال الجديد ! " وتحافظ على مصالحها واستمرار مشروعها بمزيد من الدماء والدمار .. !


أليس من الغباء تقبّل هذا الأمر وهذا المخطّط الماكر الذي يفتح لهم المجال أكثر للمزيد من تفكيك العقول قبل تفكيك هذه الدويلات بتقسيمات جديدة ... !؟


أليس من الغرابة واللاوعي أن نعتبر ما يحدث بهذه الانطلاقة العشوائية هو الفجر الحقيقي الذي انتظرناه طويلاً ونحن غالبـاً في ذروة التبعيّة سياسيـاً واقتصادياً وثقافيـاً وفكريـاً أيضـاً .. ونعتبر الاستنجاد بالأجنبي الذي كان يدعم هذا النظام بالأمس أمراً طبيعيـاً ونُسمِّيهـا ثورة !؟ .. وندّعي هذا الوعي الكاذب في حقيقته والذي يركض بنا خلف السّراب .. ولماذا نصرّ أن نحرق فتيل ثورة مشروعنا الكبير بوهم ثورة يصرّون أن يصنعوها لنا ... !؟ ثورة دمار العقول والزحف الذاتي نحو الحضيض ... !

الجمعة، 17 أغسطس 2012

ثقافة الموت و الدماء ... ! ~ْ

                             ثقافة الموت و الدماء ... ! ~


 


-      في السابق كان ينتابنا الخوف و الهلع بمجرّد أن نسمع إنسانـاً واحداً قُتِلَ في مكان ما و لو كان بعيداً جدا ! ~ْ نشعر بألم المجازر بدون أن نراهـا .. اليوم صرنا نتابع المجازر على المباشر و نشاهد بدمٍ بارد فيديوهات عمليات الذبح للبشر التي تعرضُهـا القنوات بحجّـة " الحقيقـة ! " ، مشاهد بشعـة ترتكبها أطراف عدّة بمن فيها بعض ممن يسمّون بقوانين إعلام الدعاية " مجاهدين ! ~ " .. أأصبحت لنـا قابلية للدماء لهذه الدرجـة الرهيبـة !؟ ،


أعتقد أن هذا النوع الطاغي من الإعلام نجحَ في غايته التي سطّرتها الأيدي المهيمنة عليه والتي لم تعد خفيّة إلا لمن لا يزال متوهّمـا غاية تكريس ثقافة الدماء و قابلية الشعوب للمزيد من الصراعات وكلّ أنواع الدمار التي لا تخدم في الأخير إلا تلك الأجندات و من دون أن تفكّر لحظـة واحدة أن تقول : " كفى و لا للمزيد من الدماء و الدمار ! " ... بل بالأحداث المتراكمـة التي تدور حوله و بما يتفنّن هذا الإعلام بكلّ أنواعه و بطرق مختلفة لا تكاد تكتشفها لمهارة مكرِها وخداعها بعرضه و تكراره بدقة و مكر عالٍ لصور الجثث و الدماء و المجازر لا تجد حتى الفرصـة لتفكر مع نفسك فيما يحدث وتشغّل عقلك تجاهه بما يتوافق مع مبادئك الإنسانية و تكتشف حجم التآمر القذر و المكر الذي يُعدّ للإنسان الذي كرّمه الله تعالى بالعقل الذي تاه وسط هذا الزحام اللاإنساني المفتعل .  


                   


منير سعدي


                                                                          


 

الأحد، 12 أغسطس 2012

شعب و إعلام " سيناريو مفبرك أيضا ! " .. ! ~ْ

          شعب و إعلام " سيناريو مفبرك أيضا ! " .. !


 


-       لستُ راغبـاً في الثورة الآن و لم أعـد أُنادي بإسقاط النظام !


-       هل عدتُ في قرارك .. أتعودتَ على الاستبداد و القمع .. ألم تعد ترغب في الحرية و حياة الكرامـة !؟


-       لا .. ليست رغبة في الديكتاتورية و حبـاً للنظام لكنني أرى ثورتي تُسرقُ منّي و أنّكم تفبركون سيناريوهات تُسيء إليّ و تُسيء حتى للنظام ! إنِّي أخاف الله .. أجّلت الفكرة لأدرسها جيّداً !


-       لم يعد الأمر بيدك الآن .. الثورة مستمرّة و لن تعود أدراجهـا و نحن قرّرنا مواصلة المشوار حتى بدونك !


-       كيف بدوني !؟ أنا صاحب القرار .. أنا الشعبُ أنا قائدُ الثورة و أنـا من يتّخذ القرار ! لم أعُد راغبا في الثورة .. أجّلتُ الفكرة يا عالم يا ناس يا هوووه !


-       اخرسْ أيّها الـ ... فقد فات الأوان ، كلامك هذا لم يعد له معنى ..  لم يعد ينفع الآن .. انتَبَهتَ متأخّراً .. فات الأوان خرجَ الأمر من يدك و من يد النظام أيضاً !  ، أنت لم تكن إلا مفتاحاً للحصن الكبير و شرارة لحرب مشروعنا نحن ! لم يعد قرارك  و رأيك يهمنا !


-        كيف لا يهمكم قراري .. كيف تكون الثورة بدوني !؟


-       انتهى دورك في المسرحيّة عزيزي .. جاءت أدوار أخرى يطولُ شرحها معقّدة و فيها أطراف عدّة أهمّها دوري " أنا " ثمّ هذا سرّ المهنة لا داعي للأسئلة الآن !


-       أليست هي الديمقراطية التي تدعون إليها !؟ أليس معناها أن أكون سيّد القرار و أن أختار بحريّة؟ و أنا اخترتُ أن أتراجع عن هذه المغامرة .. قررتُ أن أحافظ على ما تبّقى لديّ ! ، لقد اكتشفتُ أن الأمر يلزمه أكثر من الشعارات و التظاهر في الشوارع .. قررتُ ألا أفقد فرصتي الذهبية !


-       ديمقراطيـة !؟ ألف سلامة عليك ! لم تكن إلا دعاية يا حبيبي . ما ذنبي أنا إذا فقدتَ عقلك وسيطرَ الوهمُ عليك !؟


-       هل غدرتكم بي !؟ ألم تقولوا أنكم ستبقون حليفـاً للشعوب و لقراراته .. هل بعتم ضميركم !؟


-       هه هل آمنتَ بشعاراتي !؟ هل أثّرت فيك تلك الأغاني الوطنية الشعبية التي كنتُ أعرضها و تلك الفيديوهات الممنتجة و صور الضحايا و الدماء و الدمار التي أنقلها و أنسبها للنظام و الفتاوى التي أروّج لها !؟


-       سأشكوكم لهيئة الأمم .. لمجلس الأمن .. لهيئات حقوق الإنسان .. لمحكمة العدل الدولية و .. !


-       و هل تعتقد أيها الشعب أنّ كلّ من ذكَرتـَهم يعملون لصالحك !؟ كم أشفق على تفكيرك ! ألازلت لليوم تصدّق تلك الكذبات الكبيرة ~ْ ألم تعرف بعد أنها كلّها أدوات في أيدي قوى الاحتلال .. ألم تعرف أنك لم تكن سوى مطيتها لتحقيق مآربها !؟ ~ْ


-         حرامٌ عليكم.. حرام أيها الإعلام.. حراااااام ،


و أفاق من حُلمِه هلعـاً وأدرك الورطـة التي وقع فيها .. التفتَ حوله لم يجد غيره ~ْ فتحَ " الجزيرة " أوّل ما سمعه : الشعب يريد إسقاط النظام .. ارحل ارحل ! ثم خبر عاجل يقول :  "  واشنطن تعلن وقوفها مع الشعوب ضدّ الطغاة و التخلص من الديكتاتوريات " !  ليسمع بعدها على نفس القناة أغنية " أنا الشعبُ أنا الشعبُ لا أعرفُ المسحيلَ .. آآه آه " !


 


منير س

السبت، 14 يوليو 2012

ديمقراطية الاحتلال الجديد ! ~ْ


 


- الديمقراطية الجديدة أن يضعَكَ ذاك " الربُّ المزيّفُ ! " الذي نجهل حقيقته في عالمهِ ...


في دائرتِه أو مجالِه ويُحيطُ بكَ من كلِّ إتِّجاه  .. ! ~


يضعُ صورته و أفكاره في أشكالٍ مختلفة حولك ثمّ يقولُ لك : " اختَرْ بحُرِيّة تامّة  .. ! "
فتنصاعُ اللاأنتَ بوعيكَ الكاذب بين ذِراعي دينِهِ الخبيثة و تحسبُ نفسكَ قد بُعِثْتَ إنساناً حُرّاً من جديد و أنّ مجدكَ الضائع المُستلب قد عادَ !! ~ْ


 
---------------------------------------------------


منير سعدي

الأربعاء، 14 مارس 2012

الإعلام حين يجعلنا في مهب الريح ... !


الإعلام حين يجعلنا في مهب الريح ... !


 


يعتقد كل متتبع للأحداث عبر وسائل الإعلام بكونه محيطا ومطّلعا على ما يجري في بقاع الأرض، مع تباين في زاوية النظر، وطريقة طرح القضايا بين وسيلة وأخرى، موقنا أن ذلك واجب عليه كمهتم بأمر إخوان له، الضحية من كل ذلك هو المشاهد البريء حين يستهلك دون تحليل، ويبتلع دون هضم.


حقيقة يبقى الإنسان حائرا تائها، لا يدري أينساق وراء ما تصوّره له القنوات الفضائية، من تسارع للأحداث وكثافة للمعلومات حتى لا تدع له مجالا للتفكير والتحليل، ولتصنع منه بوقا آخر من أبواقها سواء كانت تؤدي عملها بصدق أو بخبث وتلفيق، أم يتجاهل كل تلك الضوضاء، ويبتعد عن الإثارة التي صارت ملازمة للعمل الإعلامي على حساب نبل الرسالة وجديتها، وهنا يكون في مأزق آخر يجعل من ضميره يوخزه ويشعره بتنكره وتقصيره في نصرة إخوان له هم أحوج ما يكونون إليه في أزمتهم ومحنتهم.


بين هذا وذاك، نجد آلة الدمار تأتي على الأخضر واليابس غير آبهة بشيء، تسير وتجرّ معها آلتها الإعلامية موازاة مع العسكرية لعلمها بضرورة ذلك، والحرب الإعلامية دائما ما سبقت السلاح، وإنا لنشهد عدة تطبيقات ميدانية لها اليوم فيما يجري من حولنا، فكل آلة إعلامية لها خطّها التحريري، تغطيتها للأحداث لا يكون إلا بما يوافق أهواءها وخططها، وهذا أمر علينا الحذر منه، كي لا ننجر ولا ونكون مجرد أداة لرجع الصدى لما يحاك هنا وهناك.


لا أقول هذا لأفند كل ما يقع حولنا، إنما دورنا استيعاب الموقف مجردا، وتجاوز كل ما يشوبه من تحيزات لا توافق ثقافتنا وفكرنا، كالنظر في المصطلحات حين نتداولها، وعدم التهليل لطرف دون آخر قبل التحري والتحليل، فليس كل ما يصوره لنا الإعلام بثوب المظلوم هو كذلك، وليس كل ما يحارَب من الآلة الإعلامية هو حقا شرير، لحد الآن لم أذكر أمثلة من واقع الحال، ولكل منا عقل يسخرّه ليتصرف ويتوجه الوجهة الصائبة، دون تعنت ولا اعتداد بالرأي، بل لا يعْدو أن يكون الأمر مجرد اجتهاد بعد جمع عدة قرائن وتركيب مجموعة مؤشرات ومحطات.


مما أسقط الكثير من الآلات الإعلامية في مطبات ومهاو، اختزالها للظواهر وتفكيكها للأحداث لتقدمها لنا بشكل غير مطابق ولا منسجم مع واقعها الحقيقي، مغفلة الظروف والتاريخ ولعل القضية الفلسطينية خير مثال عندما يتم تناولها من الإعلام الغربي -وبعض العربي للأسف- فتصور لنا الشاب الفلسطيني كإرهابي يفجر نفسه بين مجموعة من الناس الأبرياء، دون التطرق لتاريخ الصراع، وحقه المهضوم، وحتى ظروف عيشه الانتقامية من عدو ظالم مغتصب لأرضه وقاتل لأسرته على مرأى من عينيه، صار بفضل التكرار بريئا طالبا للسلام!.


نفس الأمر وقع حين قتل القذافي وطريقة نهايته المأساوية البشعة، -دون أن أبرر ذلك- إذ صرنا ضحية إعلام رسم المجرم في ثوب الضحية، ووفّق في تجاوز ماضي الرجل الأسود إلى بضع لحظات ظهر فيها متوسلا خاضعا طيبا، مع الاستعانة أيضا بعدو الأمس القريب ليكون البطل المخلّص من براثن الظلم… وغيرها من الأمثلة الكثيرة في هذا السياق.


حاليا سوريا تستغيث وتتقطع أشلاؤها على مرأى من الجميع، وشعبها يلاقي الظلم في أقسى صوره من طغاة منهم من صنع نفسه ومنهم من صنعه عدو أكثر قساوة وقهرا، فلا النظام يصلح لحياة كريمة، ولا المعارضة أيضا، كلاهما جزء من معادلة طرفها الأهم هو حب السلطة بعيدا عن مصلحة الإنسان السوري الطيب، ليكون الضحية الأولى من أزمة تريدها قوى معادية لتكون طويلة لا تنتهي إلا بصراع أكثر دموية بين الأشقاء، مخلفا تركة من الحقد والظغينة لا تزول إلا بتدخله بشتى المسميات، حماية المدنيين أو انتداب أو استعانة مؤقتة… إلخ، فالشرخ يتسع على الراقع يوما بعد آخر، والإعلام السلبي يطبل ويضلل، ويتخذ وسائل أشبه ما تكون بلعب أطفال في سبيل نيل بعض الأهداف الزائفة الزائلة.


العراق بجنبها تئن تحت وطأة الظلم والاستعمار حينما فتح له الباب على مصراعيه إخوة -أشقياء- وطلبوا منه المكوث هناك بعدما منحوا له كل مقاليد خزائن الذهب الأسود، وقد وعدوه بتوفير الغطاء اللازم والسكوت إعلاميا دون إزعاجه، كالممرضة التي تلح على مريضها بالضغط فقط على الزر إن هو احتاج شيئا، فالقتلى والمغتصبات والتنكيل والتمثيل موجود هناك أيضا، لكن للقوى المهيمنة الآن رأي آخر ولذوي الإعلام المسيطر اهتمامات أخرى.


بوبال في الهند، لم تنل حقها من الإعلام لعدم وجود محفّزات لذلك، والناس عنها غافلون، مثلها تماما العشرات من المناطق في العالم يبيت أهلها ولا يدرون أسيستقبلون يوما جديدا؟ لا ذنب لهم سوى أن لهم اعتقادهم ودينهم الذي ارتضوه واختاروه بتلقاء أنفسهم، لكن ذنبهم الوحيد من التجاهل الإعلامي هو عدم وجود نفط أو غاز أو ثروة تحت أرضهم!


ناغورنو كاراباخ (Nagorno Karabakh) أيضا هي فصل من فصول الغفلة، أجزم أن القلة القليلة من سمع بها، هي قضية من واجب كل منا الاطلاع عليها، إخوان لنا في الدين يُقتّلون ويُذبّحون، ونساء في الأسر تُبقر بطونهن عنوة من جنود ملوا روتين الحياة وراحوا يلهون ويقامرون بما يحمل البطن إن كان ذكرا فازوا وإن كانت أنثى خسروا!، أين الرحمة وأين الإنسانية؟ أنصح كل غيور بالتوسع في الموضوع أكثر، علما أن مختصر القضية هو إقليم تعيش فيه أغلبية مسلمة تعرضوا للإبادة والتصفية (حوالي 25 مليون مسلم) وسط صمت إعلامي رهيب، مع تشويه وتحوير للقضية من القلة النادرة التي تناولت القضية في اختزالها إلى قضية سياسية محصورة في حدود متنازع عليها بين أرمينيا وأذربيجان.


أوضاع المسلمين في الصين، والشيشان والبوسنة والهرسك، وبعض دول إفريقيا… وغيرها مما علمنا وما لم نعلم، كلها ملفات مظلومة إعلاميا، لم تلق ذلك الاهتمام الواجب منا، لا لشيء سوى لكون (مصباح اليد) لم يصلها، كما أن هناك أمرا آخر أخطر وأهم، يتمثل في استهلاكنا للنموذج الإعلامي الغربي المهيمن استهلاك التلميذ النجيب لدروس معلّمته، غير ساعين لإيجاد نموذج إعلام بديل قوي الأسس والبنيان نخيط خيوطه بأيدينا، ونرسم معالمه وفق مبادئنا وتفكيرنا، هذا ليس مهمة المشاهد، إنما واجب رجال ومؤسسات الإعلام طبعا، مع ذلك الأمل قائم والمحاولات موجودة رغم ضعف صوتها، ندعو الله لها التوفيق والسداد.


ما أود قوله في الأخير من وراء كل هذا ألا نستسلم لصوت الإعلام بناء على انتشاره وقوته فقط، إنما تتوفر لنا الوسائل الآن للتدقيق والتمحيص كالإنترنت والتواصل المباشر، وإلا التزام الوقف والصمت، مع العمل دون ضجيج، فواجب النصرة يجعلنا نصرّ على البحث عن الحقيقة وفعل ما يسقط عنا ذلك الواجب، إنما المحذور هو ابتلاع السموم التي عادة ما تأتي مندسة في العسل، فلتكن ضمائرنا متّقدة، وآلة تفكيرنا نابضة حيّة، لا تقف على أشباه الحقائق إنما لا ترضى إلا بالحقيقة ولا شيء سواها .


                                  جابر حدبون

حوار مع الكاتب والمترجم ومُؤسِّس "مجتمع رديف" الأستاذ يونس بن عمارة على جريدة الحوار ~ْ

الكاتب والمترجم ومُؤسِّس "مجتمع رديف" الأستاذ يونس بن عمارة للحـوار: غاية مشروع "مجتمع رديف" الأساسيّة إضفاء قيمة اقت...