الخميس، 1 مارس 2012

أما حان الوقت لنتصالح مع أعماقنا الإنسانية ... ؟!

 


 أما حان الوقت لنتصالح مع أعماقنا الإنسانية... ؟!

                                                                                                          

هذه المرة سأبدو ربما للأسف أكثر تشاؤما ومبالغة للبعض بقولي أني مرات أحسّ  أن كل شيء خاطئ في حياتنا هذه وأن كل شيء وكل المفاهيم والممارسات تحتاج إعادة نظر بما في ذلك فهمنا للدين والتدين وهذا الأهم .. !

بنظرة إنسانية حيادية لنلاحظ حولنا بتعمق ونبدأ بأنفسنا ولا أعتقد أننا سنجد هناك ما سيليق بعمقنا الإنساني إلا بعض التفاصيل الغير أساسية ولا تنتهي بنا إلى نتيجة مهمة نافعـة !  

الغريب والذي أعتبره إيجابيا فينا هو أنّ في أعماقنا نرفض هذه المساوئ الذي تحيط بنا من كل ناحية رغم أننا أحيانا بسطحية نراها إيجابية بل و نعتقد بقصر نظرنا أنها سرّ بعض سعادتنا وهدف حياتنا !  هذا يعني أن في أعماقنا يوجد من الروعة والعطاء ما لم يخرج بعد إلى النور ويحدث نقطة تحول هائلة في حياتنا العامة والخاصة !  

النتيجة أننا جميعـاً قد نشترك بل أكيد في عمق جميل يحمل حلولاً فعالة لكلّ معضلات حياتنا التي نعيشها فقط هو جامد بسبب إهمالنا له واهتمامنا بما هو خارج الغاية والإنسان ... !

الأكيد أننا اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى للعودة إلى ذواتنا إلى أعماقنا و علينا أن نجرّب التصالح معها لن ينجح الأمر بسهولة فالفجوة كبيرة جدا وعميقة جدا بيننا وبين أنفسنا وأعماقنا وجرحنا الإنساني عميق متجذر فينا وفي حياتنا منذ زمن !

نحن نملك شيئا مهما قادر على حلحلة كل العقد والأزمات الإنسانية التي نعيشها ... ! ، لن نحصل على هذه الأدوات العظيمة السحرية التي نملكها إلا بتصالح تاريخي إنساني مع أعماقنا الإنسانية التي نشترك فيها وهي على فكرة أهم بما لا نهاية مرة من كلّ ما نملك في هذا العالم من مال وبترول و حتى ماء وهواء وما إلى ذلك ! ، ويجب أن نؤمن ونصدّق بذلك لأن الإيمان بهذه الفكرة هو السرّ والدافع الأكبر الذي يجب أن نحمله جميعـاً وهو ما سيجعلنا في حالة بحث مستمرة عن هذه الحقيقة التي نجهلهـا ... !

نحتاج إلى صدق كامل متكامل ورغبة حقيقية في معرفة " من نحن ؟ ولماذا وجدنا ؟ وإلى أين ؟ ".. رغبة حقيقية في إنسان حقيقي لنحصل على هذه الأداة الإنسانية العظيمة التي غرسها الله في أعماقنا التي تهنا عنها بسبب انحرافنا الكبير ولم نعرف العودة إليها بل نسينا أصلاً أننا نملكهــا .. !

البداية لن تكون إلا بواسطة العقل الذي ميّزنا الله تعالى به عن سائر مخلوقاته ... العقل الوسيلة الأولى العظيمة للتفكير في الإنسان .. ، تصالحنا مع أعماقنا وكشف أسراره العظيمة المنسية هو تصالحنا مع إنسانيتنا التي بعناها بقشور هذه الحياة هو تصالحنا مع التاريخ العريق وبداية الحضارة التي سرعان ما انهارت قبل أن تكتمل ملامحها بسبب خيانتنا لأنفسنا للغاية التي زرعت فينا للأبد وتخلينا عنها !

متى يا ترى نبدأ بالبحث والغوص الإنساني في أعماقنا لنكتشف الحلّ العظيم الموجود فينا !؟ متى نعرف أن العودة إلى العقل وإعادة تفعيله هو أولى الخطوات نحو هذا المشروع الإنساني الكبير !؟ الآن !؟

 

                                                                                     منير سعدي

                                                                                   

هناك 17 تعليقًا:

  1. صدقتَ منير بعرضك للموضوع بطريقه حلوه وسهله, ودور العقل الانساني في جعله قادرا على استيعاب هذا المشروع الانساني وجعلنا متصالحين مع انفسنا والخروج من بوتقة التقوقع داخل افكار الاخرين , ولتكن فعلا دعوه لكشف اسرارنا الغامضه والمتواريه خلف قشره صغيره لا تحتاج الا لبعض جهد وتصميم.

    ردحذف
  2. اعجبتني الصوره التي تعبر عن العمق الانساني وما تحتويه دواخلنا بعيد عن العقل , ولكن برأيي ان العقل والفؤاد علاقه حميمه وفيها تلاصقيه , ولكن ما يحيرني ان اخر تقرير قرأته يقول ان العقل هو المسؤول عن المشاعر والجانب الانساني عند الانسان.

    ردحذف
  3. سعيده البليشي3 مارس 2012 في 8:57 ص

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....أسعد الله اوقاتك خيه منير وبارك الله فيك على هذا الطرح المميز المفيد والقيم.
    أما وجهة نظري في هذا الموضوع أن لو الإنسان عمل بإنسانيته لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، فنحن البشر أبتعدنا عن إنسانيتنا ولم ن...تصالح مع ذاتنا وأصبحنا نرى الأمور التي تدمرنا وتدمر أمتنا كأننا لا نرى شيءٌ، ولكن إن إردنا أن نغير هذا الواقع الذي وصلنا إليه علينا ان نجلس مع أنفسنا ونتصالح معها لكي نعود لإسلامنا وعقيدتنا ومبادئنا التي تربينا عليها من تلك الشريعة المميزة التي تنص على الحق فحينها فقط نشعر باننا نتصف بالإنسانية وإننا على دين الحق وليس الباطل.....بارك الله فيك خيه منير

    ردحذف
  4. دمت محلقا في سمانا يا منير

    ردحذف
  5. المشكل انه لنا فهم خاطئ للاشياء كمجتمع وتنقصنا ثقافة التواصل ولكي نتصالح مع انفسنا ومع الغير لابد ان نكون صادقين ولكي نزرع هذه القيم لابد من التغيير وسؤال هنا يطرح ماذا نغير.............سلام.

    ردحذف
  6. المساوئ التي تحيط بنا ...أجل الأخطر ما يجري داخل المؤسسات التي تسمى مؤسسات التربية و التعليم...صدقني فعلا كل ما يحيط بنا خطأ..و ما ألمسه بنفسي - باعتباري جزءا من هذه المؤسسات - هو خير دليل على النفاق الذي يحتلنا قبل و بعد كل احتلال...داخلي أو خارجي...

    ردحذف
  7. طرح رائع يا منير في زمن فعلا ضاعت منه الانسانية .... و من يفهم كلامك قليل جدا شكرا على الطرح

    ردحذف
  8. نعم Batool / الخروج من بوتقة التقوقع داخل أفكار الآخرين ولم يكن سبب ذلك إلا التخلي عما في داخلنا لأننا نجهل أسراره و طاقاته الهائلةْ~
    لم يكن هذا التعلق بفكر الآخرين و التشبث بمنهج حياتهم إلا انحرافنا عما هو لنا مغروس فينا ونجهل كيف نصل إليهْ

    ردحذف
  9. هو كذلك سعيده / نحن بحاجة إلى تصالح حقيقي صادق مع أنفسنا
    لن يكون ذلك إلا برغبة حقيقية في ذلك / لأمر يحتاج إلى الوصول إلى قناعة كاملة بأن الحلّ فينا في داخلنا / حينئذ يكون لدينا الدافع الأكبر لذلك~ --

    ردحذف
  10. تلك أهمها يا Maroi / لأنها النموذج المصغر لحياتنا الكبيرةْ~ //
    وإن فسدت وتخلفت فهي دليل تخلف وفساد حياتنا أو الجزء الأكبر منها //
    إنها دليل تخلف مجتمع كامل / لا يكاد يجيد إلا المزيد من تكريس الرداءة والرضوخ لها !

    ردحذف
  11. وقد نفلح في استرجاعها إذا تمكنا يوما من معرفة حقيقة وغاية هذه الحياة يا Cirine / شكرا لك

    ردحذف
  12. نعم نحتاج فعلا الى تركيبة فكرية وروحية جديدة تلغي الغموض والفوضى فينا و تهيء لنا من امرنا رشدا

    ردحذف
  13. نعم كلنا نحس بحاجة ذلك يا فاروقْ~ -- إنها الغربة الذي ولدتها علاقتنا السيئة مع دواخلنا مع إنسانيتنا ْ~

    ردحذف
  14. ترميم الروح من الانكسارات المفاجئة والممزقة ضرورة إن كنا نريد البقاء على قيد الأمل

    ردحذف
  15. فعلا سعيد/ إنه السلوك الإنساني الذي نحتاج إليه ليدوم إنساننا / تراكمها يقتل الروح بلا شكّ كما نعيشه اليوم !

    ردحذف
  16. عبد السلام حمزة27 يونيو 2012 في 5:44 م

    جميل هذا الموضوع , فكرته كبيرة , تليق بالهمم العالية , جميل أن نرتكز على العقل والفطرة في تصالحنا مع ذاتنا , ولكنها غير كافيين للهداية إلى مصالح الإنسان على الصعيدين الشخصي والمجتمعي
    فالأمر بحاجة إلى شريعة علية ترسم الحقوق والواجبات لكل المتعايشين بمختلف وظائفهم ومسؤولياتهم , والفوضى التي نراها الآن سببها تجاوز شريعة الله , وإيثار البعض بكل الحقوق وعدم البعض من أبسطها .
    المجمتع عبارة عن أسر , والأسرة عبارة عن أفراد , والأفراد قناعات وتربية , فلكي نسعى لمجتمع أقرب لرضا الله , هو أن نرجع إلى حكم الله وإلى شرع الله , وإلى دولة تقيم ما أمر الله به . لكي يعرف الناس حقوقهم وواجباتهم ويتم حساب المقصرين والمتطاولين ويُنصر المظلومين , وهذا لا يتأتى بالأماني , فالحق والباطل في صراع أبدي , لكن عجبي من عجز صاحب الحق , وشطارة صاحب الباطل .
    النفس الإنسانية إن لم يكن محيطها صحي , يستحيل عليها أن تستثمر طاقاتها الموهوبة للإبداع .
    شكرا ً لك يا أخي على هذا الموضوع الجميل .

    ردحذف
  17. ليس تشاؤما أخي منير بقدر ما هي واقعية وملامسة شفافة لذواتنا ..
    هناك من يفتقدون هذا التواصل مع انفسهم وينسون أن هناك حاجة ماسة لما سميته بالتناغم مع الذات ليتم بعدها بناء الجسور مع الغير والمجتمع ومن ثم العالم .. وإلا اصبحنا في حالة من العزلة ..
    العقل والقلب اساسيان لحياتنا ,, المهم ان نوازن المعادلة ..
    أهلا بك أخي منير من جديد


    http://www.aklaam.net/forum/showthread.php?p=389078#post389078

    ردحذف

حوار مع الكاتب والمترجم ومُؤسِّس "مجتمع رديف" الأستاذ يونس بن عمارة على جريدة الحوار ~ْ

الكاتب والمترجم ومُؤسِّس "مجتمع رديف" الأستاذ يونس بن عمارة للحـوار: غاية مشروع "مجتمع رديف" الأساسيّة إضفاء قيمة اقت...