شهود على فظاعة الجريمة .. مع سبق الإصرار والترصد
1
نحن نعيش عصرا جديدا، مختلف عن كل العصور، وهو عصر الوحوش البشرية.. بل عصر التضليل و القابلية للعيش و التعايش جنبا إلى جنب مع المجرم ، بل و قد لا نتحرك إلا بناء على خطط وأوامر مافيا الهيمنة الدولية ، والرضا بكل ما تفعل، حتى و إن سقط بواسطة خطط هذه المافيا في كل ثانية و دقيقة قتلى وربما العشرات.. ثم الآلاف هنا أو هناك، منهم عشرات الأطفال الرضع و العجائز و إعلاميون.. نحن نعيش فعلا عصر الغاب بكل المقاييس ، عصر غاية في الوحشية و الذل المقنن تحكمه هيئات ومحاكم وعدالة دولية.. وظيفتها تقسيم الموت والمكر ومناصب الإذلال على الجميع بالتساوي..
هذه المافيا تحصن نفسها بإعلام الدعاية الذي يهيمن عليه السراق والنشالين وشركات السلاح والمتعطشون للنفط والدماء..والدمار الشامل..
بعد أن كنا نسمع بأن الإعلام تشوه وأضحى شيطان العصر، على حد تعبير هويدي فقد حول هؤلاء الإعلام اليوم إلى مجرم العصر، أو مؤطر جرائم العصر وبامتياز.. بواسطته تحبك أخطر أنواع وأشكال وفنون الجرائم والمآسي، من طرف أبشع أنواع المجرمين، وتتعدد المجازر، وبه تتم مهمة خلط الأوراق تحت مظلة مريحة تسمى التمويه بالتضليل، ويتم نقل أجندتها بمهارة فائقة من مكان إلى آخر، والجميع بقي يتفرج.. أمام هذا السيرك الدموي.. ولا يستطيع فعل شئ..
فأين هم خبراء علم الإعلام وصحافة الحقيقة، وأساتذة القانون وعلم الإجتماع والنفس وقبلها كلها علم رحمة الشريعة ؟ وهل أصبح العالم عبث إلى هذا الحد، وهل ضاع العقل فعلا، فوضعنا كل ابتكاراتنا من أجل الحد من الجريمة، ومختلف أشكال الظلم والإستبداد جانبا، وأضحى اليوم الظلم والقتل والتضليل ممنهجا نعايشه ويعياشنا، وعبر الفضاء الدموي القطري الصهيوني لحظة بلحظة..
الجميع يتحدث بتوقيف القتال في سوريا، ولكن لا أحد ذكر حرفا عن التحريض الذي يحرك أجندات المجازر والقتال من مكان إلى آخر في سوريا وفي أكثر من مساحة عبر العالم، أو قال لنا هل “التحريض” هذا الفن المرضي على القتل والبطش، التمرد والدمار، من أبجديات مهنة الإعلام أم من مهام مكرم الإجرام المنظم..؟ بل الحقيقة تقول أن التحريض خرقا لأبجديات المهنة وليس له أي علاقة بالإعلام ولا بنبل صحافة الحقيقة ؟
وما هو طريف أن التقدم وصل بها أن أصبح الكثيرون لا يفرقون بين الإعلام كإعلام والصحافة كمهنة تنشد مهارات البحث عن الحقيقة لا طمسها..؟ بل لا أحد يفرق بين إعلام الدعاية والمكر وصحافة النبل والمكابدة من أجل الحق، وإن صح القول لم ندرك بعد بأن الصحافة تكاد تكون قد انقرضت فعلا إن نحن لسنا مبالغين بفعل التجربة الصهيونية القطرية وحل محلها إعلام الدعاية والمكر.. والتضليل المكثف، والمتراكم بالغل وروح الإنتقام الذي يسيطر عليه اللوبي الصهيوني الأمريكي انطلاقا من قاعدة الدوحة..
ولا نعلم إلى متى يبقى المجرم والقاتل والمحتل، يضحك علينا، وكأنه ما يزال يعتقد أن الجميع يحبوا وبعقول صغار، أو قادر أن يشتري العقول بمجرد أنها بدأت تدرك بصيص مفاتيح الحياة بحفنة دولارات، أو يغري بأساليبه التضليلية الماكرة، وبابتكار أرقى أنواع مؤتمرات الدوحة المضللة وما أكثرها.. ظاهرها حضارة وباطنها، استقطاب من يليق لاختياره في صف ما يسمى المعارضة لتوظيفه ضد كل من لا ينبطح أو يسير وفق الأجندة الصهيونية الماكرة، كحالة قطر الآن.
2
في علم الإتصال، بل في علم إرساء مجتمعات الخوف والفوضى الناعمة التي أسستها إسرائيل بواسطة أداتها أمريكا، لو يصدر مجرد تصريح فقط يتم يموجبه تغيير الأجندة الإتجاه، نقصد أجندة الدعاية والمكر والتحريض المكثف من سوريا.. إلى البحرين مثلا.. أو السعودية أو قطر، كما حدث مع اليمن، فسيتغير إسم القاتل الواجب رحيله في دقائق وليس في شهور..(..) وقد يغير كوفي عنان وجهته، بل وقبل ذلك تتغير مع كل هذا اللافتات والشعارات، والتصريحات من مجلس الأمن إلى آخر حي في باباعمر.. وحمص ، لأن مخبر توجيه الأجندة ومخطط المجازر إعلاميا قد تغير فتغير كل شئ ..(..)
وبكلمة أدق إشارة نقل المجازر ولغة الموت أعطيت من مختبر قاعدة الدوحة، وليس من مكان آخر.. ومجلس الأمن وما أدراك من مجلس الأمن مجرد أداة فقط في خشبة مسرح..والمحكمة الدولية التي تدعي كذبا أنها تحاسب مجرمي الحرب، في حين أن الحقيقة تقول أنها أكبر داعم للمافيا وجرائم المجازر العالمية من دارفور إلى أفغانستان إلى باباعمر بسوريا..
ومن يريد أن يتأكد على ما نقول يسأل أين هو عمر البشير الآن والذي أصدرت محكمة الجنايات الدولية، قبل إرضاخ البشير لتقسيم السودان في نفس أسبوع مسرحية البوعزيزي، ولماذا طويت حكاية هذه المذكرة مباشرة بعد إرضاخه وقبوله لخطة التقسيم أي احتلال جزء من السودان ؟ وقبل كل هذا لماذا تعقد محكمة الجنايات الدولية ندوتها في الدوحة قبل أن يحل بها عمرالبشير هذا الأسبوع..؟ أسئلة وأسئلة كثيرة تطرح.. وفي الإجابة نكتشف سر الحقيقة..حقيقة الفضيحة، وأصل المجرم الفعلي الواجب تقديمه سريعا أمام القضاء إن كان ثمة قضاء فعلا..
ولا ندري لماذا يحاول البعض مواصلة الكذب أو إرساء الوعي الكاذب على الرأي العام في أكثر من مكان، في حين أن الأطماع والدسائس واضحة، واللعبة القذرة مكشوفة، والمجرم أضحى جليا أمامنا بما فيه الكفاية..ولذلك غادرت لينا شبلي وغسان بن جدوا وآخرون جزيرة الدماء والدمار..بعد أن اكتشفوا أنهم وسط خلية تديرها عصابة الدمار والدم الآخر..
في السابق كنا نسمع أصوات تدعوا إلى العنف والقتل والدمار.. الذي يسميه البعض تضليلا وتمويها ” إرهاب” اليوم أضحى كل هذا ممارس على الأرض، وأمام أعين الجميع، وبشكل يرهب العقول، وبمهارة بلا تصريح ولا دعوة، ولا هم يحزنون، قمة الإرهاب..
والطريف في كل هذا أن لا أحد يتحدث في جامعة العار عن أولوية تسليح سكان غزة أو الشعب الفلسطيني المحتل لتحرير القدس، بل ولا نشاهد في فلسطين المحتلة، والتي يعاني شعبها هناك مختلف أشكال الإذلال والإحتلال كل ذلك الدعم والتحريض الإعلامي المكثف أو ما يسمى بالثورات، رغم أن فلسطين هي مهد الإنتفاضات ومقاومة الإحتلال، هناك يكمن كل السر، وهذا ما يؤكد وبجلاء أن ما يسمى بالثورات العربية، هي أصلا عملا احتلاليا ممنهجا ليس إلا، ظاهره حق مزين، وباطنه بطش وخداع ثم احتلال، وبالوكالة، وتغيير استبداد وفساد باستبداد أخطر وأبشع وأقوى مكرا.. ونموذج العراق الذي سيستقبل قمة الإنبطاح العربي بعد أيام واضح أمامنا..
ما تمارسه إمارة قزم عفوا قطر بالإنسان المعاصر الذي كان على مقربة من لحظة الخروج من وحل التخلف وشتى أشكال الظلم والإذلال والفساد المؤطر، بالإعلام الصهوني المهيمن حتى على أمريكا نفسها، سيسجله التاريخ، بدماء كل من يسقط جراء التحريض المكثف لخدمة الأجندة الصهيونية الأمريكية، وستتضح معالمه ومخلفاته، قريبا إن نحن لم نعجل بكشف خفايا هذا المكر بدقة وعلم، وأعلنا صراحة وبأعلى صوتنا وبكلمة حقيقية لا زائفة نقول [ إرحـــــــل ] لهذا النظام الدموي الإحتلالي الإعلامي الناعم..
وإن نحن لم نفكر جديا في ابتكار طريقة عاجلة لإسقاط هذا الشكل البشع من الإستبداد المعاصر الممارس على مهنة النبل التي تحولت بفعل هذا النظام الصهيوني القطري إلى مهنة لبرمجة وتنفيذ أجندات الاقتتال والدماء والدمار..فإن المستقبل لقدر الله سوف لن يقلقه أو قد يدمره الإحتباس الحراري فقط، والذي أضحى هاجس الأمم المتحدة، بل سنفاجأ غدا لقدر الله بوباء جديد سيستهدف العقول المعطلة التي تحجرت مفعل هذه الجاهلية.. نسأل الله العافية، ما دام الخالق أوجد العقول لكل البشر وبلا استثناء، ومكنها بسبل الرحمة ـ وحدد لها النهج الواضح، ولكن، لا أحد يشغلها بالطريقة التي يريد خالق تلك العقول، والوجهة التي يرشد به عباده وهي الرحمة والحكمة، والإعمار، عوض الدمار، وليس بمزيد من القتل والإقتتال بالتضليل الدموي، والمجازر والدمار.. المكثف والمستمر.
حوصلة القول : أخطر ما يعانيه الإنسان المعاصر اليوم، هو أن العبقرية البشرية لم تتمكن بعد من إبعاد الإعلام من مكر الدعاية ومافيا تجار السلاح والمتطشون للدماء والدمار وسماسرة النفط ومهندسي الحروب.. ومبتكري الصراعات وبؤر التوتر عبر العالم الإسلامي خاصة، وهذا هو الإبتكار المنتظر للجيل القادم، وعلى رأس هذه المافيا ناتنياهو وخادمه أمير قطر، وكل من يلف حولهما..
لقد حان الوقت لكي نقول كفى تضليلا ومكرا وعبثا بمصائر الشعوب، وكرامة الأبرياء، وتشويه حضارة الأمم ومستقبل الأجيال يا سادة..
3
لقد حان الوقت لكي نكرر الإلحاح وللمرة الألف لنؤكد بأن إسقاط هذا الإستبداد المنظم هو أمر جد عاجل، وأن يكون هناك فصلا حقيقيا واضحا لا تمويهيا للسلطات، من السلطة التشريعية إلى الإعلامية والتنفيذية، عوض ذوبان الكل في بوتقة واحدة وهي بوتقة البندقية القاتلة و” المافيا العالمية ” وفي إعلام وعصر تمويهي يقال كذبا أنه متجه نحو التعدد، وديمقراطية الأوهام، والألغام، في حين أن الحقيقة الواضحة أمامنا وبالمعطيات الدقيقة تؤكد أن العالم الآن تحكمه مافيا شركات السلاح، وهي شركات بلا أخلاق ولا قيّم، عصابة لا تنام إلا بمشاريع قتل ومجازر جديدة مبتكرة تنتقل من مكان إلى آخر..وتحت عنوان خادع ومضلل يسمى حديثا [ الدم خراطية ]..
والأخطر من كل سلف أن هؤلاء المجرمين يحققون مآربهم القذرة بالدماء بواسطة اعلام الدعاية والمكر انطلاقا من قلب الخليج الدوحة، أما إن سألتم عن مواثيق الشرف التي تقوي مهنة النبل وتؤسس لعصر جديد من المهنية، وسمو الحضارة أو عن صحافة البحث عن الحقيقة، فقد دفنت نهائيا وبلا مبالغة مع آلاف الضحايا الذين يتم اغتيالهم والتنكيل بهم كل لحظة، منذ سقوط أو قتل في حرب العراق وأفغانستان ودارفور وما حدث في غوانتانامو والبوسنة، وفي زمن أضحى العلم مجرد أكذوبة العصر.. ما دام وأنه لم يتمكن بعد من الحد من هذا الظلم والمكر وهيمنة مافيا الشركات المتعددة الجنسيات، على كرامة وأمن وسلامة وحياة الخلق عبر العالم..
ومن يقول عكس هذا، فاليحاول توقيف أداة أو آلة التحريض المكثف والمستمر على القتل والإقتتال الذي يتم باستمرا أمامنا في كل لحظة وثانية..انطلاقا من قاعدة السيلية التي تحدد بدقة أجندة الجزيرة وأخواتها انطلاقا من قطر، ولا ننتظر حتى يطلع علينا غدا شخص وفي فيلم وثائق بكشف لنا تفاصيل هذه الحقيقة بعد أن تم كل شئ، ضمن أجندة الهيمنة وقتل الآلاف، حينها سوف لن ينفهم الوثائقي، ولا التباكي من روع الجريمة، لأن الوصفة ما الفائدة منها بعد دقيقة من موت أو قتل المريض، أكيد سترمى في سلة المهملات وكذلك الفيلم الوثائقي الذي يتأتي بعد الإنتهاء من مسلسل تنفيذ سيناريو الهيمنة الدموي,
وإن نحن لم نفعل ذلك سريعا الآن وليس غدا فإن الجميع أضحى شاهدا على الجريمة المسببة للدمار الشامل مع سبق الإصرار والترصد.. وبأخطر سلاح وهو سلاح إعلام الدعاية والدماء..
وسيلقى حسابه عسيرا غدا عند خالق السمــــــــاء..
لأن الخلق عادة ما هو إلا متفرج أو ضحية .. وليس له علاقة بما يجري في غرف المخبر وينفذ على خشبة المسرح الدموي.. مهما ادعى بأنه كان بطل الثورة أو روج له بإعلام الدعاية..الذي بقي تحت هيمنة الإستبداد المتجدد من عصر إلى آخر..
حاج داود نجار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق