الاثنين، 15 أكتوبر 2012

فجر كاذب و وهم مشروع !

 


بنظرة دقيقة متعمّقة لما يجري في العالم العربي و لملامح المستقبل الذي يرسمه هذا الحراك الذي يسمى ثورة أو " ربيع عربي " لا تصدمنا إلا ملامح ديكتاتوريات أخرى بمظهر مغاير للنمط الديكتاتوري القديم ! 


الديكتاتوريات الجديدة التي تتشكّل اليوم بطابع احتلالي أخطر على العرب بمليون مرّة , و أخبث من الديكتاتوريات السّابقة والتي ساهمت قوى الاحتلال من قبل في تثبيتها وترسيخها ودعمها واليوم تدّعي نفس القوى تضامنها مع الشعب وعملها على التخلّصِ من تلك الأنظمة التي تقول عنها استبدادية وغير ديمقراطية .. ! ليتسنّى لها فرصة صناعة أنظمة جديدة للعرب تواكب العصر " بمفهوم وشكل والاحتلال الجديد ! " وتحافظ على مصالحها واستمرار مشروعها بمزيد من الدماء والدمار .. !


أليس من الغباء تقبّل هذا الأمر وهذا المخطّط الماكر الذي يفتح لهم المجال أكثر للمزيد من تفكيك العقول قبل تفكيك هذه الدويلات بتقسيمات جديدة ... !؟


أليس من الغرابة واللاوعي أن نعتبر ما يحدث بهذه الانطلاقة العشوائية هو الفجر الحقيقي الذي انتظرناه طويلاً ونحن غالبـاً في ذروة التبعيّة سياسيـاً واقتصادياً وثقافيـاً وفكريـاً أيضـاً .. ونعتبر الاستنجاد بالأجنبي الذي كان يدعم هذا النظام بالأمس أمراً طبيعيـاً ونُسمِّيهـا ثورة !؟ .. وندّعي هذا الوعي الكاذب في حقيقته والذي يركض بنا خلف السّراب .. ولماذا نصرّ أن نحرق فتيل ثورة مشروعنا الكبير بوهم ثورة يصرّون أن يصنعوها لنا ... !؟ ثورة دمار العقول والزحف الذاتي نحو الحضيض ... !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حوار مع الكاتب والمترجم ومُؤسِّس "مجتمع رديف" الأستاذ يونس بن عمارة على جريدة الحوار ~ْ

الكاتب والمترجم ومُؤسِّس "مجتمع رديف" الأستاذ يونس بن عمارة للحـوار: غاية مشروع "مجتمع رديف" الأساسيّة إضفاء قيمة اقت...