أجمل وأهمّ ما تُحقّقه مثل هذه المُبادرات العظيمة أنّها تُساهم في كسر الحواجز وفكّ ّ العُقـد الجاثمة على علاقاتنا الإنسانية والتي جعلت منها غربة ً لا أمانـا ً واحتواءا ً .. تُساهم في إحياء الروح والمنابع الحقيقية التي تحتاج أن تستمدّ منها الثقافة دورها كي تسمو وتؤثّر وتبدو على واقع المجتمع ككلّ .
في تظاهرة الجزائر تقرأ بـ حديقة التجارب بالحامـة .. كلُّ من حضرَها كان سعيدا ً .. عفويا ً .. مُحبّـا .. مُتذكّرا ً بأنّ فيه كإنسان أشياء عظيمة يمكن أن يُلوّن بها الحياة .. الكلّ تذكّر بأنّ عليه مسؤوليّة تُسعده أولا .. الكلّ خطرَ بباله أن ينقل هذه التجربة النبيلة إلى مدينته ... تَذَكَّر َ بأنّ الكتاب مسؤولية الجميع .. الكتاب مسؤولية الكيان الذي نُشكّله جميعا ً بإنسانيّتنا .. أن مثل هذه المبادرات الراقية لا تحتاج مؤسسة كي تخرج إلى النور ولا إلى دعم كبير .. تحتاج فقط حُبّنا للعلم .. للكتاب .. أن نكون فقط أوفياء له .. نحمل ُ هَمَّهُ كما يحملُ هذا الكتابُ هَمَّنـَا !
طالعَنـا .. تحدثنا عن تجاربنا الخاصّة والكتاب .. تناقشنا .. قرأنا نصوصا ً أدبيّة .. وابتسمنا كثيرا ً .. وسُعدتُ بكلّ شيء .. حتى بتدخّل أعوان الحراسة أول اللقاء وكأننا نرتكبُ خطيبة ونُحرّض على الفوضى لأننا بذلك اكتشفنا شيئا مهما ً ، شُكرا لـ قرأت لك و لجمعية الكلمة .. لمن نشّطا اللقاء سامي كعباش و قادة زاوي ولجميع الرفاق .. المجدُ لهم و هُم يُحييون هذا النبضَ العظيم !
الشكرُ أيضاً لمن لم يَـرَ في هذه التظاهرة حين شاهد الصور إلا السّلبيات والمُخالفات على حدّ قوله وأقول له .. صديقي .. كلّ إناء ِبما فيه ينضح ، وندعوك لحضور التظاهرة المقبلة كي تكتشفَ عن قُرب ما غابَ عنك عن بُعد !
محبّة و مطر ~ْ
مقال للإعلامي عبد الرزاق بوكبة عن التظاهرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق