الرعد يسبّح بحمد ربّـه و المطر يرسم من حولنا أعذب و أرقى لوحة جمال ، سبحان الله .. المطر لا ينسى مشتاقاً و عاشقا ً له ،، يا سلام عليّ مطريٌ بحقّ كأنّي أحسدني على تلبيته شوقي هذا المساء ،، و ها هي حبّاتُه تطرُقُ بلّور النافذة و تُداعبها ، زخّاته تطهّر القلوب و الأمكنة ... تبعث الأمل و تزيل البؤس الجاثم على الصدور ، يسقي القلوب العَطشى حُبّاً و أمـلاً ، ما أعذب تلك الرائحة التي تسبق المطر و تليه ،، تلك الرائحة التي تفرزها الأرض بمعانقتها حبّات المطر ،،، إنه عطر الفرحة ... عطر اللقاء .... ترى كيف الحياة بدونه و كيف نعيش الذكريات دون حضوره ،، كأن المطر الوحيد من يشعرنا بالإنسان و أنه لايزال هناك فرق بين الحياة و الموت !
لَكم الدّنيا و ما فيهـا ... قصُورهـَا و بترُولهـا و ربيعهـا " ! " ... تكْفِينـِي اللحظات التي سأمشيهـا تحت زخّات المطر ... إنِّي أعيشُنِي " أنـا " بعيداً عن " لا أنتم ... أنا ذاهبٌ لألتقيني .. في حبّة مطر .
انتحارٌ آخر لكنّه يبعث الحياة ! مَشْيٌ تحت حبّات المطر وسط الطريق شرط ألا تحمل مظلّة و أن تكون كلّ الشوارع خالية من البشر إلاك ! و أن تسمع طقطات الحذاء على الطريق .. تمشي تارة و تركض تارة أخرى .. تتوقف وترفع يديك إلى السماء و إن شئت اُصرخ بأعلى صوتك أيضاً و أنت تدور في مكانك معانقاًَ حبات المطر فاتحاً لها ذراعيك و قلبك و فمكَ أيضاً و كريّات دمك تركضُ فرحاً وحزناً بموسيقى تحكي الذكريات .. سيقول المختبئون و الخائفون من المطر في الأرصفة و المطلُّون من النوافذ أنكَ مجنون فلا تُبالي فالمجنون من يفرّ حينما يأتي المطر ! ، ~ْ .
م سـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق