منير سعدي : الجيل الجديد
يبدع في صمت
لطيفة داريب
هذه المشاركة
في «سيلا 22»، تعني للكاتب البداية والعتبة التي من خلالها ينتقل من
تجربة إلى أخرى أفضل وأكثر انفتاحا وعمقا وهدفا، مضيفا أن «هذه المجموعة فرضت
نفسها على النّشر كونها تجربة لمرحلة ما، لها خصوصيّتها ودوافعها وظروفها وأدواتها
وعالمها التي ولدت فيه، فمن الجميل أن يرى المبدع عمله في كتاب مهما كان مستواه.
كما أن الطبيعي أن المستوى يتغير والأدوات تتطوّر، والمزيد من التجارب تعني اتساع
مساحة الإبداع والانفتاح على الطقوس الإبداعية الأخرى، خاصّة إذا كانت التجربة
الأولى التي لا تخلو من النقص كأية تجربة وهذا طبيعي جدا.
وانتقل الكاتب إلى
كتابه الذي يعد أول إصدار له، معرّفا ببداياته في عالم الكتابة، فقال «مثلما
بدأتُ الحياة، وبدأتُ اكتشافها والتعلّق بأشياء فيها والتخلّص من أشياء أخرى،
أكبُر في الحياة مثلما أكبر في القراءة والكتابة اللتان هما حياتان أخريين بالنسبة
لي، أحاول أن أعيش الحياة مثلما أرسمها فيما أكتب، كما أحاول ألا أنسى الحياة فيما
أكتبه. الواقع الذي أنطلق منه وأصل إليه بحال أفضل».
أما عن اختياره
لعنوان العمل، قال «عنوان العمل ككلّ هو عنوان لجزء من الكتاب. يحوي مجموعة
من النصوص التي كتبتها عن المطر. وهو بالمناسبة دافعي الأوّل للكتابة، ولأنّ مضمون
الكتاب فيه أجزاء أخرى منها من تنتقد الواقع «لعنة القبيلة»، وأخرى تنتقد ما
يسمى بالثورات العربية أو الربيع العربي «ربيع الانحراف»، «مهارة الموت
والانتحار»، «حلم بواقع أجمل، بفضاء أرحب»،«جمهورية فيها الإنسان هو القضية
الأولى قبل كل شيء، وجدت أن «جمهورية السّحاب» الأنسب لاحتواء مضمون
الكتاب ككل».
في المقابل، أشار
منير إلى وجود نبض جديد يعطي إشارات هائلة لظهور نخبة جديدة من الكتّاب، رغم
التهميش والعراقيل، ليستأنف قوله؛ إننا «حينما نرى كُتّابا شبابا يوقّعون
إصداراتهم في معرض الكتاب الدولي، وهو التظاهرة الثقافية الأكبر في الجزائر، وكذلك
الإقبال الكبير فهذا يمنحهم ثقة حقيقية، خاصة أننا نعيش في واقع ضيق الأفق ونعرف
جيدا أن فضاء القراءة والكتابة في الجزائر مازال محدودا وضيّقاً، ناهيك
عن تصديه لكل أشكال الوعي والتحرر!، هذا الجيل الجديد المنفتح على كل الثقافات
والأجيال الذي يبدع في صمت دون الاعتماد على أحد، يبدع على طريقته وبأدواته ويظهر
بحكمة وذكاء دون إحداث ضجيج، ويهمه الإبداع أكثر من الأضواء»، في حين يشتغل الكاتب
على كتابه الثاني الذي سيكون مختلفا تماما عن «جمهورية السّحاب» من حيث
الشكل والمضمون، وهو عبارة عن مجموعة مقالات عنوانها «من الآخر».