ككلّ مرّة .. بكلّ غباء أحاولُ احتواءك باقتراف المزيد من الحماقات
في حقّك .. بممارسة الغضب والنبش في زوايـا الاختلاف بيننا واطلاق الأحكام
والعقوبات عليك دون ذنب كشرقيّ بائس لا يمكنه التخلّي عن لمسة الاستبداد حتى مع من
يحبّهم !
ما بيد ِ قاس ٍ مثلي أن يسعدك وينتشلك من دوامة الغربة والتعب والضغط
الذي لا يليق بقلبك الذي يبحث عن ميناء سلام ! ، ككلّ مرة أفشل في ترميم ِ هذا
الجسر المهترئ الذي يفعلُهـا بنا كلّ غرور .. كلّ غيرة !
أحاول أن أنسحب لأنني أتسبَّبُ لك في حساسية خيبـة مفرطة ، لأنني
خطرٌ يُهدّد فرحك .. لأنّني إنسانٌ لا يجيدُ لغة التصنّع .. فاشل ٌ في تقمّص شخصية
غير شخصيّته .. سأهربُ بعفويّتي " المجرمة " وبِحديثي " المستبدّ
" الماهر في الأذى ونبش الجراح واعتناق الألم .. سأهرب بغضبي وعصبيّتي
الشرقية التي لا تفارقني .. لعلّ ميناء السلام يدنو إليك ! .. لكن كيف أنسحبُ منّي
.. كيفَ أرمي بروحي خارج جسدي !؟
رغم ذلك .. لن أسمح بأن تستمر بيننا هذه الغربة ،، لن أخذلَ روحي
التي تعلّقت بما جَمَعتْنا من ذكريات ، لن أسمح لنـا .. وإن فشلتُ في لمّ هذا
الشتات بيننا سأختفي .. فَلْنْ أتحمّل أن نَمُرَّ على بعض ولا تُلقي أرواحُنـا على
بعض ِ السّلام .
سأسهرُ الليلة ملتحفا ً رائحة الموت كيتيم ٍ ضاقت عليه الدنيـا ..
متوسّدا ً حماقاتي الكثيرة .. ومعانقاً ندمي ... وسأخجلُ مِنّـا كثيراً ! ، سأعتذر
للمطر وسأتوسل القدر أن أستيقظ في عالم يليق ُ بي .. بهذياني .. بتفاصيلي التافهة
.. حينما أصرخ لأجلها لا يعود إليَّ الصدى بسوط اللوم ! ~ْ
--------------------------------------------------------
منير سعدي / من نصّ لا ينتهي ~ْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق