دَقَّتْ ذكرى ميلادي .. كأنّي أنتظرُ شيئا ً أجهلُـه
باستنزافٍ حادّ للرّوح وغربة رهيبة .. لا أدري ما الذي يجبُ أن أفعله الآن .. لستُ
قادراَ ً على كتابتِي ككلّ مرّة في مثلِ هذه الليلـة التي كنتُ أسهرُ فيها ودفترُ
مذكّراتي وقلمي حتى انبلاج الفجر ! ، هذه المرّة سأخرجُ إلى المدينة .. سأتجول
الليلَ بأكمله بين أزقّـة شوارعها .. سأبحثُ عن هذا الشيء الذي ينقصني .. يُحيّرني
.. يتسلّق على كلّ لحظةِ فرح لي ويُرغمها على الموتِ والصُراخ ... هذا الشيء الذي
لم أفلَـحْ يوماً في القبضِ عليه متلبسا بـِي ! ..
سأبحثُ عن ملامحه وعنِّي في طُرقات المدينة ْ .. في سمائها المُظلمة .. وفي
أشجارها البائسة المنسية .. ، في هذيان المجانين وأنينِ المُتسوّلين النائمين على
أرصفةِ شوارعِهـا ... في أصواتِها الغامضة الغريبة وفي رائحةِ الخبز التي تفوحُ من
المخابز !
سأبحث عن بعضِي الهارب .. التائه .. سأصرخُ حتى يستيقظَ الجميع .. سأمرُّ بباب ِ بيتِهَـا .. سأعانقُنِـي هناك .. لن أندَمْ على تضحيتي لأجلهـا ... سأفتخرُ بحُبّـي العظيم ! ، سأظلُّ أبحثُ عنّي حتى تشرق الشّمس .. سأتدفّـأ بي .. بصدقِي .. لنْ أشعرَ بالبرد .
لأني لستُ بخير ... هكذا سأكتُبُني الليلـة ... ليلة ذكرى ميلادي المجيد ~ْ
سأبحث عن بعضِي الهارب .. التائه .. سأصرخُ حتى يستيقظَ الجميع .. سأمرُّ بباب ِ بيتِهَـا .. سأعانقُنِـي هناك .. لن أندَمْ على تضحيتي لأجلهـا ... سأفتخرُ بحُبّـي العظيم ! ، سأظلُّ أبحثُ عنّي حتى تشرق الشّمس .. سأتدفّـأ بي .. بصدقِي .. لنْ أشعرَ بالبرد .
لأني لستُ بخير ... هكذا سأكتُبُني الليلـة ... ليلة ذكرى ميلادي المجيد ~ْ
------------------------------------------------------------------
منير
سعدي / من نصّ لم يولد ~ْ