شباب الأنترنت يتحدث عن واقع التدوين بالجزائر
منير سعدي (صحفي متربص)
جريدة الجزائر نيوز / 02 مارس 2011م
نظّمت جمعية الكلمة للثقافة والإعلام بمقرها ببني مسوس بالعاصمة ندوة إعلامية حول موضوع ''التدوين في الجزائر''، وذلك بحضور رئيس الجمعية الإعلامي، عبد العالي مزغيش،وعدد من المدوّنين الشباب، الذين تطرقوا إلى تجاربهم الخاصة وعلاقتهم بعالم التدوين، وقد كان للحضور مداخلات قيّمة تحدثوا فيها عن قدرة التدوين على أن يكون وسيطا إعلاميا من نوع جديد· جاءت هذه الندوة في الوقت الذي نجحت فيه تجارب دول مجاورة في أن تجعل من التدوين فاعلا في إحداث التغيير في المجتمع، على عكس الجزائر التي ما يزال التدوين فيها محتشما· وبالنظر لأهمية هذا الوسيط الاجتماعي الجديد، كانت مداخلات المدوّنين الشباب تكشف عن رغبة في المشاركة لتقديم رؤية جديدة للشباب الجزائري، مستغلين بذلك الوسائط المتاحة عبر الأنترنت، نستعرض من خلالها أهم المداخلات من الندوة وآراء المدوّنين·
-- يوسف بعلوج : صاحب مدونة ''خرافات حبر'' التي انطلقت سنة 2006 وتستمر في عرض اهتمامات صاحب المدونة، يؤكد: ''الكثير من الأحداث التي تدور حولنا والكم الهائل من المعلومات التي نتحصل عليها من مختلف وسائل الإعلام تولد فينا الأفكار والمواقف، وبالتالي الرغبة في التعبير عن هذه المواقف، لقد تأثرت بتجربة بعض المدوّنين العرب الذين اكتسبوا شعبية واسعة وأصبحوا ينافسوا الإعلام التقليدي· في اعتقادي، التدوين أفضل وسيلة تُسمع بها صوتك بعيدا عن المنابر الحزبية أو الإيديولوجية· وعن إيجابيات التدوين، قال إن أهمها الحرية المطلقة عكس الإعلام الرسمي البديل وأن سلبياته هي العشوائية والعبثية!
-- داود حاج نجار : إعلامي مدوّن، جاء للتدوين من باب الإعلام التقليدي بعد فشل تجربة في الصحافة الورقية، وجد ضالته في عالم التدوين، حيث يضمن الابتعاد عن الرقابة من خلال مدونة ''صحافة ضدّ الفساد''، أكد داود حاج نجار أن تجربة التدوين تحتم على الفرد معرفة نفسه قبل اكتساب القدرة على التواصل مع الآخرين، وبالتالي تحديد الأهداف من المدونة من أجل معرفة المستهدفين ومعرفة الشريحة التي يخاطبها المدون·
-- أمينة عمروش : صاحبة مدوّنة ''شجون''، وهي خريجة علم الاجتماع، تؤكد أن بدايتها في عالم التدوين انطلقت من باب ''الفيسبوك''، مشيرة إلى أن الجميل في التدوين أنه بعيد عن الرقابة· أما بخصوص تجربة التدوين في الجزائر، فقد أكدت أنها ما تزال في مرحلتها الأولى على عكس ما تعرفه حركة التدوين في العديد من الدول العربية من تقدم وازدهار، على غرار تونس ومصر·
-- منير سعدي : صاحب مدونة ''صمت الثورة'' دخل عالم التدوين سنة 2005 من أجل التعبير عن انشغالاته الأدبية في المقام الأول والاجتماعية، موضحا أن الاهتمام الكبير بالأنترنت لدى الشباب الجزائري بات يضمن مقروئية أكبر عبر الوسائط الإلكترونية، وبالتالي ضرورة استغلال ذلك من خلال التدوين ومنح الكلمة للشباب ليعبّر عن مواقفه· وبهذا الخصوص يشير المتحدث إلى أنه على الباحثين الاهتمام بالتدوين لأنه يكشف عن صوت الشباب الجزائري الذي لم يجد صوتا له غير التدوين·
-- دحماني محمد عبد النور : صاحب مدوّنة ''عبرات وإرهاصات''، لم يختلف موقف عبد النور كثيرا عن مواقف وآراء زملائه على اعتبار أنه يرى أن عالم التدوين أصبح يمثل الملاذ الحقيقي للشباب الجزائري الراغب في المشاركة بمواقفه في ظل غياب المؤسسات التقليدية التي يفترض للشباب أن يلتقي فيها ويشارك في الحركية التي تعرفها البلاد والعالم بشكل عام·
-- خالد بشار : صاحب مدونة ''نجاة للصحافة الجادة''، يرى أن تجربته الشخصية فتحت له مجالا أوسع للحرية، وقال أنه كانت له تجربة أولى من خلال مدونة ''بوابة عيد المعبد'' التي كانت مدونة جوارية تهتم بقضايا المنطقة التي يقيم فيها، في حين أن مدونته الحالية تهتم بشؤون اهتمامات صاحبها·
-- ليلى مطر: صاحبة مدونة ''مختلف''، طالبة جامعية بقسم اللغة، بدايتها مع التدوين جاءت من أجل التعبير عن ميولها الأدبية، حيث وجدت المجال لمشاركة همومها الأدبية مع كل من يمتلك الاهتمامات نفسها· بهذا الخصوص تعتزم المدونة التطرق إلى تجربة عالم التدوين في الجزائر من خلال مذكرة بعنوان ''اللغة في عالم التدوين " .
المثير أن الندوة نجحت في أن تسلط الضوء على جانب من التجربة التدوينية في الجزائر، التي وإن ما تزال في مرحلتها الأولى، إلا أنها نجحت في أن تصنع الفارق من خلال بروز عدد من أسماء المدونين الذين أصبحوا يتمتعون بشعبية لدى قرائهم، تماما كما أصبحت مدوناتهم مرجعا يحرص الشباب على الاطلاع على جديدها· يحدث هذا في الوقت الذي يعاني فيه التدوين في الجزائر من العديد من النقائص، مثلما تؤكده الإحصائيات التي تؤكد أن عدد المدونين في الجزائر لا يتجاوز 9000 مدون، في حين أن العدد الحقيقي للمدونات التي يحرص أصحابها على تحديثها بشكل دوري لا يتجاوز 2000 مدونة· ولعل أهم ما اتفق عليه المدونون الشباب الذين استضافتهم جمعية ''الكلمة'' هو كون رغبة الشباب الجزائري في المشاركة والتعبير عن مواقفهم بعيدا عن المؤسسات التقليدية المتعارف عليها، في إشارة إلى أن الأنترنت أصبح البديل الذي يبحث عنه الشباب· في مقابل ذلك، تأكد من خلال المداخلات أن للتدوين في الجزائر أيام مزدهرة ومستقبل واعد، على اعتبار أن إقبال الشباب عليه يتزايد مع مرور الأيام، وإن ظل بعيدا عن تشكيل تيار وحركة اجتماعية مثلما هو الحال في العديد من الدول العربية·
منير سعدي /جريدة الجزائر نيوز
02 مارس 2011م